أوضح أخصائي الآثار حمود الهاجري بأن المنطقة الشرقية تحتوي على آثار تعود لحضارات تمتد إلى 7000 الاف سنة نظرا لوقوعها على الطرق التجارية إضافة لوفرة المياه في بعض المناطق كالقطيف والاحساء والخبروالدمام. وذكر الهاجري خلال حديثه في ندوة "رحلة التاريخ" على هامش برنامج رمضان أرامكو السعودية الثقافي 2011م وبمشاركة مدير متحف الدمام الإقليمي عبدالحميد الحشاش بأنه تم اكتشاف قرية صغيرة في منطقة الراكة شمال الخبر والتي تعتبر من أفضل المواقع الأثرية حيث تحتوي على 7 وحدات سكنية تشمل العنصر المعماري إضافة لعلامات كثيرة تشير لوجود بشر وحركة تجارية كثيفة تم الاستدلال عليها من خلال وجود مناجم التمور وغرفة التخزين "للدبس"، وكذلك وجود مقتنيات وزخارف وأدوات طبية كان تستخدم للعلاج الطبي. وختم الهاجري حديثه بالتأكيد على ان المنطقة الشرقية لها ارتباطات قوية بحضارات مثل حضارة دلمون وبلاد الرافدين والسومريين. وكشف مدير متحف الدمام عبدالحميد الحشاش عن بعض ملامح المبنى الجديد لمتحف الدمام الذي سيقع على الواجهة البحرية لكورنيش الدمام بعد الانتهاء من تشييد بنيانه التي ستكون على شكل صدفة بمساحة 3700 متر ومجهزة بأفضل الإمكانات وتحتوي على 7 قاعات وقاعة لاستقبال العروض وأخرى متنوعة للعصور الإسلامية وما قبل الإسلام والتراث الشعبي والوطني. وقال الحشاش بان المنطقة الشرقية تحتضن الكثير من المواقع الأثرية مؤكدا بان العديد منها لا يزال بكرا ولم يمس، حيث ساهمت العلاقة ببلاد الرافدين والتجار الهنود من قديم الزمن لوفرة الآثار في المنطقة مستشهدا بما تم العثور عليه من أختام وحلي هندية، إضافة لقيام مدن ومستوطنات عريقة بالمنطقة المشهورة بموقعها الإستراتيجي الذي تميزت به لتوسطها بين الحضارات القديمة التي برزت في منطقة الهلال الخصيب ووادي الرافدين شمالاً والهند والسند وفارس شرقاً و اليمن جنوباً، إضافة لإشرافها على جزء كبير من ساحل الخليج العربي، الأمر الذي جعلها تلعب دوراً هاماً في الاتصالات البشرية والتجارية بين شعوب تلك الحضارات منذ أكثر من عشرة الاف سنة. وأكد الحشاش بأنه تبين من خلال المسح الأثري الذي أجري على المنطقة في عام 1396ه/ 1976م، وعام 1397 ه/1977م وجود أكثر من 400 موقع أثري تعود لفترات مختلفة منذ العصور الحجرية وحتى أواخر العصر الإسلامي، مشيرا لوجود عمليات مستمرة للتنقيب والاستكشاف في عموم المنطقة الشرقية ، حيث عثر منذ فترة على مدينة أثرية تحت الأرض تقع في منطقة "ثاج" والتي تعتبر أهم المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية وفي المملكة، وتقع على بعد 95 كم تقريباً عن مدينة الجبيل.