كان نجماً مميزاً في الشباب، ورقماً مهماً في صفوف هجومه، وقبل أن تدهمه الإصابة، خاض تجربة احترافية في الهلال لم تحقق المرجو منها، بعدها لم يطل البقاء مع الشباب، ليلعب لنادي الرياض في دوري الدرجة الأولى، وتوقع الكثيرون أن تكون تلك بداية أفول اسم مميز ولاعب دولي سابق. عبدالله الشيحان مهاجم الشباب والمنتخب السعودي السابق عاد في نهاية العام ليشارك الرائد في رحلة البقاء، من خلال تجربة استمرت أقل من أربعة أشهر، فأسهم في بقاء الفريق في دوري المحترفين، وظهر بمستوى مميز لفت الأنظار، ليثبت أنه قادر على العطاء، حتى وإن اختفى عن الأضواء. الشيحان كشف عدم مفاوضة الرائديين له لتجديد عقده، وبيّن المهاجم الدولي السابق أن محافظته على التدريبات أسهمت في استمراره في الملاعب، بعد إصابة الرباط الصليبي التي تعرض لها في التصفيات النهائية لكأس العالم 2002 في كوريا واليابان. الشيحان كشف الكثير في الحوار الآتي: هذا الموسم كنت بعيداً عن الأضواء، قبل أن تعود من خلال مشاركتك في دوري المحترفين مع الرائد، كيف تقارن بين تجربتيك في «الأولى» و«الممتازة»، خصوصاً أن الفاصل بين التجربتين قصير؟ - بصراحة تجربتي مع الرياض كانت جيدة بالنسبة لي، وأتمنى أن تكون كذلك بالنسبة للنادي وجماهيره، لكن وكما تعرف فدوري الدرجة الأولى هو دوري المظاليم كما يسمونه، فهو بعيد عن الإعلام والجماهير، ما يجعل من الصعب على أي لاعب أن يبرز من خلاله، فأنا كنت ثاني هدافي الدرجة الأولى، وأسهمت مع زملائي في تحقيق الكثير من الانتصارات، ولكن من الصعب أن تجد متابعة إعلامية، ولكن مع عودتي لدوري المحترفين هذا العام من خلال الرائد، لامست الفرق من ناحية الحضور الجماهيري والمتابعة الإعلامية، التي تحفز أي لاعب على تقديم المزيد. انتهى الموسم بعد مباراة ماراثونية بينكم وبين أبها بفوزكم وبقائكم في الدرجة الممتازة، كيف كانت المباراة؟ - المباراة كانت رائعة لاسيما على الصعيد الجماهيري، وكلا الفريقين كان حريصاً على الفوز، ما ساعد في ظهور المباراة بمستوى جيد، ونحن في الرائد عقدنا العزم على تحقيق الفوز، لذلك لم نفقد الأمل حتى اللحظات الأخيرة، لنظفر بالتأهل في نهاية الأمر. ولكن المباراة كانت متقلبة وظهرت أشواطها بمستويات متفاوتة، فإلى ماذا ترجع ذلك؟ - بصراحة المباراة كانت مصيرية، والضغوط كانت كبيرة على الجميع، وكان من الطبيعي أن تخرج المباراة بهذه الصورة، واللاعب في النهاية يستحيل أن يكون أداؤه ثابتاً طوال المباراة، ولا تنسى أيضاً أن كلا الفريقين بذل مجهوداً كبيراً طوال العام، الأمر الذي يجعل المباراة الأخيرة متعبة جداً لأي لاعب. لماذا لم يحاول الرائد مبكراً حصد النقاط، وضمان البقاء في وقت مبكر في جولات دوري المحترفين؟ - الرائد ليس الفريق الوحيد في الدوري الذي يبحث عن الفوز والنقاط، وكل الفرق تعمل للأهداف نفسها، وكل فريق يبذل قصارى جهده لتحقيق الفوز، والرائد هذا الموسم قدم منذ البداية مستويات جيدة في رأي الكثير من المتابعين، ولكن الحظ لم يحالفه في الكثير من المباريات قبل أن يتمكن من الفوز في اللقاء الأهم أمام أبها وضمان البقاء. وماذا عنك أنت، فكثيرون اعتبروا أنك ساهمت وبشكل كبير من خلال انضمامك للرائد في تحسين مستوى الفريق من الناحية الهجومية؟ - للأمانة إدارة الرائد بذلت جهوداً كبيرة، ووفرت كل شيء لدعم الفريق، وأنا كنت جزءاً من فريق جيد والكل ساهم في تحقيق النتائج، وأتمنى أن أكون عاملاً مهماً، ولكن هذا الحكم من الصعب أن أطلقه أنا وسأتركه للجماهير والمتابعين. بحسب مصادري، فعقدك مع الرائد انتهى بنهاية هذا الموسم، وأنت اليوم لاعب حر وتملك حق الانتقال لأي ناد، ما مدى صحة ذلك؟ - عقدي فعلياً ينتهي بعد أقل من أسبوعين بعدها أصبح لاعباً حراً. لماذا لم تطلب عقداً طويلاً مع الرائد، فالمتعارف أن عقود الاحتراف تمتد لسنة على أقل تقدير؟ - المسؤولون في نادي الرائد فاوضوا الرياض لشراء ما تبقى من عقدي وهي مدة لا تتجاوز الأربعة أشهر، وأنا أبديت موافقتي على ذلك، وتحديداً في الفترة الثانية من قيد اللاعبين المحترفين، ولذلك كانت المهمة منصبة على الفترة البسيطة الماضية والحمد لله أنني وفقت في تحقيق الهدف المنشود، وعقدي مع الرائد ينتهي بعد أيام فقط. وهل بدأت المفاوضات بينك وبين الرائد، أم أنك تنوي الانتقال في الفترة المقبلة، خصوصاً مع الحديث عن عروض قدمت لك؟ - بصراحة الرائد لم يقدم أي عرض رسمي حتى الآن، وأنا لاعب محترف وطبيعي أن أبحث عن العرض المناسب بالنسبة لي من الناحية المادية، وهو حق أي لاعب، ولا أنكر أن تجربتي مع الرائد كانت جيدة بالنسبة لي، ولكن في نهاية الأمر الاحتراف يفرض على اللاعب كما هي حال النادي البحث عن مصلحته. من كلامك يبدو لي أنك اتخذت قراراً بالرحيل؟ -أنا ما زلت أدرس كل العروض كما قلت لك وبعدها سأرى ما يناسبني، ولكنني إلى الآن لم أتخذ أي قرار. لعبت لفرق كبيرة مثل الهلال والشباب وكنت نجماً دولياً مميزاً، كل ذلك دفع البعض لتوقع فشلك نتيجة لبعدك عن الأضواء من خلال اللعب للرياض في الدرجة الأولى، ولكنك أثبت عكس ذلك من خلال مشاركتك مع الرائد هذا الموسم، ما سر النجاح؟ - لا توجد أسرار، كل ما في الأمر أنني كنت حريصاً على المواظبة على التدريبات ومنضبطاً، وهو الأمر الأهم في حياة كل لاعب بغض النظر عن اسم ومكانة النادي الذي يلعب له، لذلك حاولت دائماً أن أبذل كل ما في وسعي للحفاظ على مستواي ولياقتي، وسأضاعف المجهود في المقبل من الأيام.