تظهر بين الظلام ويشع ضوئها بين الأرجاء، ترقص الطيور بطريقتها، وتنشر تغاريد أصواتها في الشبابيك، وكان الضوء يدق باب النافذة ليقول صباح الخير، يضيء صباحها في الفجر الكل يستيقظ للصلاة والذهاب للمدرسة والعمل، وقبل ذلك تقبيل وسماع دعوة الوالدين بالخير دوماً، وتحمل حقيبتها في الفجر وتجلس على طاولة الطعام تتناول الفطور في عناق حميمي بين عائلتها وكأنها تنشر ابتسامة الفجر على الطاولة، يظل أسمها مؤثراً على كل الحاضرين وفي كل ركن «فجر» كل يوم تحدث حدثاً جميلاً في البيوت، معلنة بأنها الأمل الذي يمدنا بالابتسامة والشعور بالطمأنينة، كل شيء يضيق نحوها حتى الطيور تسير بقربها وتغني، «فجر» الطفلة التي تدعوا نفسها بمحاربة السرطان في الدم تتنفس في كل صباح ببهجة مثل البجعة التي تفتح جناحيه في منظر مذهل مرددين «أنها رائعة». «محاربة السرطان» بهذه الطريقة تصف نفسها وكأنها تقود جيشا للقضاء على الأشرار في العالم، تسير بطريقة هي تحبها وترى بانها ستنجح، وتؤكد بانها ستنتصر في المعركة، وكذلك الشفاء من إصابتها بمرض السرطان في الدم، تقول: «شعرت بأعراض تضخم الكبد وصداع وعدم الرغبة في الأكل وذهبت لأكثر من مستشفى، وأخيراً ذهبنا لمستشفى العسكري الذي شخص حالتي بمرض السرطان في الدم، بدأت العلاج وتمكنت من الشفاء ولله الحمد والفضل. وتضيف فجر عبدالرحمن المطرودي (11 عاماً) قائلة: «بالطبع لم يكن المرض سهلاً على الوالدين، ولكني حاولت وهم معي تذليل جميع الصعوبات، لذلك منحتهم ابتسامتي التي يحتاجون لها فهي تدعمهم وتقوي مشاعري نحوي وهذا يجعلني أشعر بالقوة من نظراتهم التي تجعلني أشعر بالشفاء في كل مرة، لم يشعروني بالشفقة ولا بأني لا أستطيع فعل شيء حتى لو كنت مريضة، بل بالعكس دعموني بشتى الأشكال وواصلت دراستي بشكل جيد، كذلك مارست مواهبي وتواصل مع أحبابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأحبهم جميعاً. وتنصح «فجر» الآباء والأمهات الذين يفاجئون بمرض أطفالهم، أن يتحلوا بالصبر ويحمدوا الله كثيراً، ولا يشعروا أطفالهم بأنهم عاجزون، بل يدعمونهم ويشجعوهم ويبادرون في البحث عن أماكن تطور من مواهبهم لأن ذلك سيحسن من مستوى علاجهم ويشفون بإذن الله تعالى. المفاجئة أحيانا تأتي رائعة حينما ننظر إليها بشكل جميل، حيث فاجئوها زميلاتها ومعلماتها ومديرة مدرستها بزيارة للمنزل وقدموا لها الكثير من الهدايا، وتبادلوا جميعاً الأحاديث الجميلة والذكريات، وتمنوا لها الشفاء وساهموا كثيراً ذلك الوقت بدعمها وتشجيعها وتمكينها بشكل ملفت للتعلم وتنجح بتفوق. تقول: «ذلك اليوم بجميع تفاصيله جميل، ولن أنساها أبداً، فالمفاجئة تأتي بشكلها اللطيف لتدخل موقف رائعاً داخل القلب، وهذا بالطبع يدعم الثقة بداخل الإنسان، ويولد علاقة قوية بينه وبين أحبابه، فشكراً لهم فرداً فرداً». وتقول: «أحب عالم الطب بجميع تفاصيله (تبتسم)، سأكون طبيبة ورئيس قسم الأورام مثل الطبيب عمر الشريف الذي كان يذلل جميع الصعوبات أمامي ويدعمني وساهم بصدق في تطوير قدراتي ومواهبي حتى تمكنت من الشفاء ولله الحمد». ولأنها تهوى الرسم وهو جزء من الفن الذي تحبه، فهي تساهم دوماً في رسم الفجر الجميل الذي يصف معنى أسمها ومشاعر وتطور موهبتها من خلال متابعة مقاطع في اليوتيوب لتعلم الرسم بكل الطرق، وساعد ذلك في تطورها وحصولها أيضاً على شهادات شكر وتقدير وتكريم من مدرستها على تفوقها المتواصل. وتعد فجر بأنها ستنشر ابتسامتها دوماً ولن تتوقف عن منحها للجميع، ومساعدة وتشجيع كل الناس، وتشكر والديها الذين ساهموا أيضاً في دعمها وكانوا لها مثل القلبين في واحد، «شكراً أبي وأمي وجزاكما الله خيراً، وشكراً دكتور وليد ومحمد الشهراني أمل وياسر وأنا أحبكم».