تعتبر نفسها ناجحة، إذ استمرت بعطائها، ولم تهتم لكلمات المحبطين في حياتها، وتثق بأن غداً هو الأجمل. فجر لاسمها بريق من كلماتها وابتسامتها، التي تشق الغيوم فرحاً. في «الفجر» تبدأ السعادة، ويعيش الإنسان يوماً مبهجاً، ولكن عندما يلتقي الاسم بالشعور فإن فجر الإنسانة الطفلة تكون حاضرة في القلب. فجر العيوني طفلة تبلغ من العمر (12عاماً)، فهي من الأطفال المصابين ب«الصلب المشقوق»، فقاعدتها في الحياة «ابتسموا تبتسم لكم الحياة وهي سفيرة الفهدة». «الأم» غالباً يعجز الإنسان عن وصفها فمكانها بالقلب كبير. فكيف وهي تسهر على صنع احتفال صغير بالوطن مع صغيرتها فجر، إذ زينت كرسيها المتحرك بكلمات وعبارات الحب للوطن بمناسبة اليوم الوطني، ليكون حضورها في المدرسة مميزاً، يليق بفجر والوطن، تقول: «إنها أغلى أم في الدنيا، صنعت لي شيئاً جميلاً وكانت مفاجئة لا أحد يستطيع تخيلها أو حتى يحلم بها، فشكراً أمي بحجم كل شيء. عظيمة هي أمي. وأنا أحبك كثيراً». تحلم دوماً حينما تكبر بأن تصبح مذيعة، إذ تمتلك مهارات المذيع الناجح. ولها تجارب جميلة توثق علاقتها الرائعة بميكرفون الإذاعة المدرسية، وعلى رغم أن ميكرفون الإذاعة الرسمية يختلف عن المدرسة إلا أنها تثق بأنها تستطيع أن تنجز وتبهر كل من يسمع لها أو يتواصل معها إذاعياً، تقول: «في المدرسة أنا المسؤولة عن الإذاعة بعد توجيه من المعلمة، إذ أقوم بإعداد الفقرات وترتيب العمل مع الطالبات، بصراحة الأمر ليس صعباً أو سهلاً في الوقت ذاته، ولكنه مسؤولية، والمعلمة منحتني هذه الثقة، وأنا فعلاً أستطيع، وعلى قدر هذه الثقة، التي منحت لي في مدرستي الابتدائية، وحتى المدرسة المتوسطة الآن، وأحاول في كل مرة تطوير موهبتي في الإلقاء لتكبر الموهبة بخبرة جيدة». تحب فجر المشاركة في الأعمال التطوعية بشكل ملفت وثري، ولأنها سفيرة الفهدة، الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد، التي وقفت بجوارها ودعمتها وشجعتها، أصبحت فجر حريصة على تقديم الأجمل، وانتقاء أروع الأعمال التطوعية، التي تعكس شخصيتها وحبها للطفولة والإنسانية بشكل عام. وتضيف: «في اليوم العالمي للإعاقة، الذي أختتم أخيراً، كنت أقدم فعالية كاملة في أحد المراكز التجارية في القصيم، فلم أمل من تقديم العمل كاملاً، إذ كنت على المسرح بكامل ابتسامتي، وقوتي، وفرحي، وثقتي القوية بنفسي، حتى أن أمي تشاركني من بعيد، فهي تلوح بيدها دعماً لي، وهذا جعلني أشعر بأنني ناجحة، كل شيء حولي يمنحني شعوراً مختلفاً من الدعم، وأنا مستمرة وسأواصل في اكتشاف مواهبي وقدراتي، وأقف بجوار كل من يحتاج إلي، وبمشاركتي له في كل عمل سأكون فعلاً سعيدة جداً». التكريم بالنسبة لفجر أمر مهم، وهو يقدمها بشكل رائع، ولأنها حصلت على عدد من شهادات الشكر والتقدير، فهي تشكر كل من أهداها تلك الشهادات، التي تعتبر نموذج فخر سيبقى لأعوام طويلة، وآخر تكريم حصلت عليه حينما شاركت في دورة لغة الإشارة، التي أقيمت أخيراً، في مؤسسة العنود الخيرية في القصيم، تقول: «كل شيء حولي يجعلني سعيدة، فلماذا لا أكون مميزة؟ وأشكرهم بطريقتي؛ أمي وأبي ومعلماتي وأشقائي وكل من دعمني».