تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس، في عفرين بين القوات التركية وفصائل من «الجيش السوري الحر» مدعومة من أنقرة وبين «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تحاول صدّ الهجوم التركي على المنطقة، فيما ارتفعت حصيلة الجنود الأتراك القتلى منذ بدء العملية العسكرية إلى 16 قتيلاً. وتركزت المعارك على محاور في قرية شيخ خورز التابعة لناحية بلبلة في القطاع الشمالي من منطقة عفرين، حيث تمكن المقاتلون الأكراد من التقدم واستعادة المواقع التي خسروها في محيط القرية، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشار «المرصد» إلى أن القوات التركية شنّت قصفاً عنيفاً على مناطق في راجو والشيخ حديد وجندريس في ريف عفرين، فيما أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن القوات التركية ومسلحي «الجيش الحر» سيطروا على قرية سوركة التابعة لناحية راجو، حيث تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى والتلال المحيطة بها خلال الأيام القليلة الماضية. ولفتت الوكالة إلى أن عدد النقاط التي طرِد منها المقاتلون الأكراد بلغ 35 نقطة تشمل قرى وبلدات وتلالا استراتيجية. ووثق «المرصد» ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في المعارك والقصف في منطقة عفرين إلى 141 من جنود ومسلحي عملية «غصن الزيتون» في مقابل مقتل 114 مسلحاً من «الوحدات». وأشار «المرصد» كذلك إلى مقتل 68 مدنياً من بينهم 21 مواطنة نتيجة المعارك والقصف. أتى ذلك غداة إعلان الجيش التركي مقتل جنديين مساء أول من أمس، ما يرفع حصيلة الجنود الأتراك الذين قتلوا منذ بدء «غصن الزيتون» إلى 16 وفق ما أعلن الجيش في بيان. وأشار بيان الجيش إلى أن 5 جنود آخرين أصيبوا بجروح في سورية. وكان سبعة جنود من بينهم خمسة قتلوا بهجوم على دبابة (السبت)، ما يشكل أكبر حصيلة قتلى للجيش التركي في يوم واحد منذ انطلاق الحملة العسكرية. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن «لديه معلومات حول مصدر الصاروخ» الذي أدى إلى مقتل الجنود ال5، لكنه أشار إلى أنه «من المبكر كشف اسم البلد الذي أرسل الصاروخ». في غضون ذلك، أعلنت الحكومة التركية أمس إنها اعتقلت حتى الآن 573 شخصاً بسبب تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي واحتجاجات تنتقد العملية العسكرية في سورية. وأشارت وزارة الداخلية في بيان إلى أنه «منذ بداية عملية غصن الزيتون تم اعتقال 449 شخصاً لنشرهم دعاية إرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي واعتقال 124 شخصاً لمشاركتهم في احتجاجات».