شهدت محافظة ذي قار العراقية (350 كيلومتراً جنوببغداد) نزاعات عشائرية تطورت إلى اشتباكات مسلّحة، على خلفية شحّ المياه وتراجع حصص المزارع المقررة، وحمّلت وزارة الموارد المائية مسؤولية حصولها. وقال المسؤول المحلي لناحية الإصلاح علي حسين رداد ل «الحياة»، إن «أكثر من 20 نزاعاً تطور إلى اشتباكات مسلحة بين العشائر في الناحية، كان سببها شح المياه الذي تمر به ذي قار منذ فترة طويلة ولم نتوصل إلى حلول على المستوى المحلي ولا على المستوى العام». وأشار إلى أن «الخلافات كانت قبل سنتين ضمن الإطار الطبيعي والمعهود، إلا أن هذا العام شهد نزاعات مسلحة بسبب التراجع الحاد في مستوى المياه إلى الحد الذي يؤثر في إنتاجية مزارع المواطنين وعلى فرص العمل، إضافة إلى عدم قدرة أصحاب المزارع على تنفيذ التزاماتهم المالية تجاه العاملين ومتاجر المعدات الزراعية». وتوقع رداد «اندلاع صراعات كثيرة مع انخفاض نسبة الأمطار هذا العام، ما يعني أن الوضع سيزداد سوءاً». وقال: «نتعرض لكارثة بعد شهر حزيران ( يونيو) المقبل، في حال بدأ الجانب التركي في ملء سد اليسو الذي أثّر في مستوى المياه لدينا». وطالبت الحكومة المحلية في ذي قار العام الماضي، بتدخل الحكومة الاتحادية لإيقاف التعديات على الحصة المائية للمحافظة من المحافظات الأخرى، ما أثر سلباً في مستوى منسوب المياه في مناطق الأهوار التي دخلت ضمن لائحة التراث العالمي وأصبحت محمية عالمية. وأعلنت الحكومة بعدها أنها بصدد حفر آبار ارتوازية لتدارك شح المياه». وقال رئيس جمعيات الفلاحين في المحافظة مقداد الياسري ل «الحياة»، إن «الصراعات العشائرية تفاقمت وتطورت ووصلت إلى حد استخدام الأسلحة ووقوع ضحايا، وكان آخرها مقتل شخصين في صراع شهدته منطقة الفجر على خلفية شح المياه». وأشار إلى أن «الجمعيات تحمّل وزارة الموارد المائية المسؤولية الكاملة عن الخسائر البشرية بسبب الصراعات على المياه، كما تحمّلها مسؤولية خسارة الموسم الزراعي الشتوي الذي تأثر كثيراً بسبب عدم قدرتها على تنفيذ برنامجها الذي وزعت من خلاله الحصص على المحافظة بما يضمن التوزيع العادل». وأوضح أن «انخفاض منسوب المياه، أثر أيضاً في الأهوار وثرواتها الزراعية والحيوانية، حيث أن هناك أكثر من 50 ألف رأس ماشية مهددة بالنفوق للسبب ذاته». وحذرت اللجنة الزراعية العليا في محافظة ذي قار من كارثة مستقبلية تهدد حياة المواطنين والمزارعين ناجمة عن شح المياه، وطالبت باعتماد منظومات حديثة للري بدلاً من الطرق القديمة. ونظم ناشطون في ذي قار الشهر الماضي، وقفة وسط شارع الثقافة في مدينة الناصرية بهدف التعريف بأخطار السدود التركية والإيرانية على نهري دجلة والفرات، في ظل تفاقم أزمة شح المياه التي يتعرض لها العراق.