أدى شح المياه في جنوب العراق الى نزاعات عشائرية، خصوصاً بعد إعلان وزارة الري نيتها تنفيذ مشاريع في الكوت (مركز محافظة واسط . وأكد مدير العلاقات والإعلام في مجلس المحافظة سعيد الخضري أن «خلافات حصلت بين فلاحي واسط وفلاحي محافظة ذي قار بسبب مشروع تدعمه وزارة الموارد المائية لخدمة مزارعي ذي قار». وأضاف الخضري: «فلاحو واسط رفعوا شكوى الى مجلس المحافظة وعبروا عن استعدادهم لحمل السلاح إذا لم تنقذ الدولة أراضيهم الزراعية التي تعاني العطش بسبب المشاريع الجديدة». وأشار أن «المجلس طلب وقف العمل بالمشروع الثاني بعد شكاوى مزارعي المحافظة وتهديداتهم». وأوضح أن «المشروع الأول وهو مشروع عكيل اثر في مناسيب المياه في ستة مشاريع أخرى هي الشيب والمعاصمية والأبيض وأم سناسل والجنابي والحسيني». واتهم المسؤول المحلي في واسط مسؤولين في وزارة الموارد المائية العراقية بعدم الاهتمام بحقوق فلاحي المحافظة «بسبب صلة قرابة تجمعهم مع عشائر في محافظة ذي قار». وأكد أن «المجلس أعلن وقف العمل بالمشروع الثاني الى حين تشكيل لجنة تكشف ملابسات القضية». وقال شيخ عشائر القريشيين في الكوت صبيح القريشي ل «الحياة» إن «عشائر واسط مستعدة للقتال من أجل حقوقها إذا لم يتم وقف المشروع الجديد». وأضاف إن «هذه المشاريع تسرق المياه من حصة مدينتنا الى الناصرية»، مشيراً الى أن» الأراضي الزراعية أصابها الجفاف حتى لم يبق لنا ماء لتشرب الماشية». وحمل رئيس مجلس ناحية الخير في واسط جبار حسين صكر «الحكومة المركزية مسؤولية شح المياه». وقال إن «الحكومة طورت علاقاتها مع معظم الدول الأجنبية حتى وصلت إلى استراليا لكنها لم تخطط يوماً لتطوير علاقاتها مع تركيا التي تعتبر أهم دولة مجاورة وتسيطر على منابع نهري دجلة والفرات». وقال المزارع علي الحميداوي ل «الحياة» إن «شح المياه دفعت بالمزارعين في الناحية للتفكير بالهجرة من مناطق سكناهم الأصلية إلى مركز المحافظة». أما المجلس البلدي في الناصرية فأكد أن هذه المشاريع هدفها خدمة الفلاحين في كل المحافظات العراقية وليست حكراً على محافظة محددة. وقال رئيس المجلس أسعد ياسين صباح ل «الحياة» إن «العشائر العراقية باتت تتدخل في كل الأمور حتى الإدارية والهندسية»، وأضاف إن «مشاريع الري والبزل من اختصاص وزارة الري وداوئرها في المحافظات وليس لأي جهة أخرى حق التدخل في عملها». وأشار الى أن «النزاع العشائري أمر ليس بغريب فهو يحصل بسبب مباراة كرة قدم أو أشياء تافهة أخرى». وكان نزاع حصل بين عشيرتين في الناصرية بسبب مباراة لكرة القدم بين فريقي برشلونة وريال مدريد في 3 أيار (مايو) الماضي وانتهى بدفع دية ومجلس قبلي. ووقع الخلاف بين مشجع ريال مدريد حيدر سمير (25 سنة) وهو جندي في الجيش ومشجع برشلونة حسن عطار (23 سنة) وهو موظف حكومي، خلال مباراة الدور نصف النهائي لبطولة الأندية الأوروبية حول صحة هدف سجله فريق ريال مدريد ورفض الحكم احتسابه. وأوضح أن «الخلاف لم ينته بروح رياضية بل تطور الى تبادل للكمات والضرب والشتم، قبل أن يتحول الى جلسة عشائرية حضرها عدد من أبناء العشيرتين اللتين ينتمي إليهما طرفا النزاع». وكثيراً ما تشهد المدن العراقية نزعات عشائرية تصل الى حرب قبلية تستخدم فيها الأسلحة المختلفة من رشاشات كلاشنيكوف وقذائف الهاون وغيرها من الأسلحة وتكون حصيلتها أحياناً عشرات القتلى والجرحى.