طالب مسؤولون في محافظة ذي قار (400 كلم جنوببغداد) الحكومة الاتحادية بالتدخل لإيقاف التجاوز على حصة المدينة المائية من قبل محافظات مجاورة، ما أثر سلباً في مستوى منسوب المياه في مناطق الأهوار التي دخلت ضمن لائحة التراث العالمي وأصبحت محمية عالمية. وقال مدير مشاريع إنعاش الأهوار في المحافظة، عدنان حيدر، ل «الحياة»، إن «المحافظات التي تقع على حوض نهر الفرات تتجاوز على حصتنا، إضافة إلى التجاوزات الفردية من جانب بعض المزارعين في تلك المحافظات». وأضاف أن «التأثير سابقاً كان ينحصر على مستوى المياه في المناطق الزراعية القريبة من المدينة، ولكن الآن وصل إلى مناطق الأهوار التي دخلت ضمن لائحة التراث العالمي وتحظى بحماية دولية، وعلى الحكومة المركزية دعم المساعي الدولية من خلال ضبط الحصة المائية لكل محافظة». وتابع أن «دائرة مشاريع الأهوار طالبت محافظة ذي قار والحكومة المركزية بوجوب النظر بجدية إلى التجاوز على الحصص المائية الذي أثر في وضع الأهوار وأثر في مستوى المشاريع التي يتم تنفيذها داخل هذه المنطقة». وبيّن أن «الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية لم تحرك ساكناً اتجاه هذا الأمر في حين تستمر محافظات أعالى نهر الفرات في تجاوزاتها على الخطة الزراعية واستهلاك كميات كبيرة من المياه من دون مراعاة حاجات مناطق الأهوار». وأوضح أن «الأهوار لا تتسلم كميات مناسبة لإنعاشها وفق ما تم الاتفاق عليه مع الجهات الدولية التي أدرجت الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي، إضافة إلى تبخر كميات كبيرة من المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم التزام الدول المجاورة في إطلاق حصص كافية من المياه إلى العراق». وكانت المنظمة العالمية للتراث (يونيسكو) أدرجت أهوار محافظة ذي قار ضمن لائحة التراث العالمي في تموز (يوليو) العام الماضي، وتحاول محافظات أخرى ضم آثارها لنفس اللائحة لتحظى بحماية دولية. وطالبت النائب عن محافظة ذي قار زينب الخزرجي، رئاسة مجلس الوزراء بالتدخل وحل العراقيل التي تقف في وجه إنعاش الأهوار، وقالت في تصريح إلى «الحياة»، إن «المحافظة تعاني من تجاوزات على حصتها المائية بسبب عدم التزام المحافظات التي تسبقنا على نهر الفرات بحصصها المائية وعدم مراعاة المواثيق والتعهدات الدولية التي قطعتها الحكومة المركزية، والتي يجب أن تتدخل للإيفاء بالتزاماتها مع المنظمات العالمية». وأضافت أن «المحافظة تعتبر رابع أكبر تجمع سكاني في العراق وتحتاج إلى حصة مائية كبيرة قبل الالتزامات الخاصة بالأهوار التي زادت من مساعينا للحصول على كمية مياه مناسبة تنعش المحافظة وأهوارها التي ستساهم في جذب السياح من كافة أنحاد العالم». وبيّنت أن «الوضع الزراعي في المحافظة يمر بمرحلة من التدهور الكبير بسبب ضعف الكميات الواصلة إليه والتي تعمل الدوائر الزراعية في المحافظة على الموازنة في كمية المياه القليلة بين الاستخدام البشري والزراعي والإبقاء على حصة كافية للأهوار، وهذا التوزيع لا يمكن أن يستمر في شكل دائم ما لم يكن هناك تدخل مركزي». وأعلن مدير شرطة البيئة في ذي قار العقيد رشيد عبيد، عن تنفيذ خطة لتنظيم السياحة البيئية في مناطق الأهوار للمرحلة المقبلة بالتنسيق مع دائرة الدفاع المدني بقضاء الجبايش بعد توافد المئات من السائحين المحليين.