حذرت محافظات جنوب العراق من استمرار محافظات أخرى بتجاوز حصصها المائية المخصصة من نهري دجلة والفرات لري أراضيها الزراعية. وأشار مجلس محافظة ميسان إلى كارثة بيئية محتملة في المحافظة نتيجة شح مياه نهر دجلة بسبب تجاوز محافظتي واسط وذي قار حصصهما المائية. وقال رئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس المحافظة جاسب كاظم في تصريح الى «الحياة»: المحافظة تشهد انخفاضاً قياسياً لمنسوب نهر دجلة، إذ إن أكثر مجمعات الماء متوقفة عن العمل بسبب جفاف الفروع التي تتغذى من النهر»، مؤكداً أن «مناطق مثل قلعة صالح والعزير والخير والسلام والميمونة وسيد أحمد الرفاعي، بدأت تستشعر الكارثة البيئية وتعاني من غياب مياه الشفة». وأكد رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في المجلس حسن لازم، أن «المجلس طالب الحكومة المركزية بملاحقة المحافظات الجنوبية التي تتجاوز الحصص المخصصة لها وتستولي على حصص المحافظات المجاورة وعلى مياه الأنهار العامة»، موضحاً أن «محافظة ذي قار تأخذ من حصة ميسان في جدولي السايلة وعكيل المتفرعين من نهر دجلة، وأحياناً تستولي عليها كلها بحيث يصبح قاع هذين الجدولين يابساً في محافظة ميسان». وأضاف: «محافظة واسط في الشمال أيضاً تأخذ من مياهنا من نهر الغراف، فمواجهة الشح المائي تتطلب تزويد قرى الحوض بمياه الشفة نتيجة توقف المحطات، لعدم وجود مخزون إستراتيجي بسبب قلة الأمطار». وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة قرر الشهر الماضي إزالة التجاوزات على الحصص المائية، كما كلف قيادات شرطة محافظات بابل والديوانية والمثنى، رفع المضخات المخالفة لخطة التوزيع ما يؤمن للمحافظات الجنوبية حصة مائية كافية. وطالب النائب في «ائتلاف دولة القانون» عن محافظة البصرة صالح الأسدي وزارة الموارد المائية بزيادة حصة البصرة من مياه نهري دجلة والفرات، ووقف تجاوز محافظة ميسان على حصة البصرة. وقال «طالبنا السلطة التنفيذية في بغداد والسلطة المحلية في البصرة بمعالجة أثر اللسان الملحي الصاعد في شط العرب بسبب قلة المياه العذبة التي تصل إلى المحافظة، وهذه الكارثة يعاني منها 400 ألف شخص وآلاف الحيوانات والمواشي، وتؤثر سلباً على مربي الأسماك والدواجن وأصحاب البساتين، في وقت ما زالت محافظة ميسان تتجاوز حصتها من مياه دجلة» على رغم التنبيهات المستمرة. وكانت وزارة الموارد المائية العراقية رفضت إنشاء سد على شط العرب، أقره مجلس المحافظة منتصف السنة للحفاظ على نسب المياه المتدفقة من البحر، إضافة إلى تخزين المياه العذبة التي تصل من محافظات الشمال من نهري دجلة والفرات.