تناقش قمة مجموعة الثماني التي تنعقد اليوم في مدينة دوفيل غرب فرنسا، بين مجموع ملفات اقتصادية وسياسية، امكانات اطلاق «برنامج دعم اقتصادي وسياسي» لمساعدة حكومات دول شهدت انتفاضات وتبنت الحرية واتجاهاً ديموقراطياً في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وعلى غرار خطة مارشال التي اطلقتها الولاياتالمتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لاعادة بناء اوروبا. واتفقت الولاياتالمتحدة وبريطانيا على دعوة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والعقيد معمر القذافي على الرحيل عن الحكم فوراً، لكن الرئيس باراك اوباما الذي قام بزيارة رسمية للندن ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون تجنباً توجيه مثل هذه الدعوة الى الرئيس السوري بشار الاسد، وإن كانا اشادا بالاجراءات الاوروبية لمعقابة المسؤولين السوريين بسبب حملات القمع للمتظاهرين. واعلن اوباما انه سيتعاون مع بريطانيا والدول الحليفة لمنع ايران من الحصول على قنبلة نووية، مشدداً على ان واشنطن ولندن لن تكونا في حرب مع الاسلام عند محاربة التطرف. وكانت الاوضاع في سورية وليبيا واليمن حضرت بقوة في المحادثات بين اوباما وكامرون اضافة الى «الربيع العربي»، الذي حل ضيفاً على كلمة اوباما امام اجتماع مشترك لمجلسي العموم واللوردات. اذ شدد على الدعم الكامل لطالبي الحرية و»الذين ينادون بالديموقراطية»، قبل ان تناقش قمة مجموعة الثماني الخطوات الداعمة للتحولات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع جهود الحرب على الارهاب، والسلام في الشرق الاوسط، الذي قال اوباما ان بلوغه يتطلب من الاسرائيليين والفلسطينيين تقديم «تنازلات مؤلمة». واعلن اوباما وكامرون ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا ستروجان ل»برنامج دعم» سياسي واقتصادي ل»الأقطار الديموقراطية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا» اثناء قمة المجموعة، في حين اعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اختار ان يجعل من قمة دوفيل «لحظة مؤسسة لشراكة طويلة الامد» بين الدول العربية، التي تدعم الديموقراطية، والمجموعة، من دون نسيان محاولة ايجاد ارضية اساسية يمكن ان تؤدي الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط و»لو بعد حين». ومع الحماس الغربي للانتفاضات الديموقراطية العربية بدت روسيا مترددة. وافاد بيان صدر عن الكرملين ان «مجموعة الثماني يجب الا تتحول الى هيئة تقترح اجراءات ضغط وعقوبات». واكدت الرئاسة الروسية «ان هذا الاجتماع للقوى الكبرى ليس الاطار المناسب للبحث في اجراءات تُعتمد رداً على الانتفاضات في العالم العربي» مشددة على ان موسكو «ستواصل اقامة علاقات ثنائية مع دول الشرق الاوسط». وكانت موسكو، التي ازعجتها الاجراءات العسكرية الغربية في ليبيا، بحجة تنفيذ قرار مجلس الامن 1973، عارضت تناول الازمة السورية في مجلس الامن وهددت باستخدام الفيتو ضد اي مشروع قرار قد يدين النظام السوري او يسمح لاي طرف بعمليات عسكرية بحجة حماية المنتفضين السوريين. وقال اوباما، الذي شدد على اهمية العلاقات مع بريطانيا وخصوصيتها، ان لا مستقبل لليبيا مع القذافي في السلطة وانه اتفق مع كامرون على زيادة الضغط على العقيد ليرحل. وحض الجانبان، في مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثاتهما في «10 داوننغ ستريت»، واشتراكهما في تقديم اللحوم المشوية لجنود جرحوا في افغانستان والعراق، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على توقيع اتفاق تسليم السلطة في اسرع وقت ممكن ومغادرة الحكم. ووصف اوباما ب»الخطأ» احتمال طلب الفلسطينيين من مجلس الامن الاعتراف بدولتهم في حدود 1967. وقال ان التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط يتطلب «تنازلات مؤلمة» من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وشدد على ان «السبيل الوحيد لقيام دولة فلسطينية هو عندما يتفق الاسرائيليون والفلسطينيون على سلام عادل». وكان اوباماً، وهو اول رئيس اميركي يتحدث في قاعة في قاعة مجلس العموم، قال «اعلن، من هذه القاعة التي شهدت ولادة اعرق الديموقراطيات، اننا سنستمر في تقديم الدعم المشترك لطالبي الحرية في الشرق الاوسط».