تعهدت مجموعة الثماني (جي 8) أمس بدعم ثورات "ربيع العرب" مشبهين التغيرات الديمقراطية التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بما حدث في دول أوروبا الشرقية التي كانت شيوعية قبل انهيار سور برلين. كما هدد قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة، النظام السوري بالتحرك نحو استصدار قرار من مجلس الامن الدولي جراء سياسته القمعية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة. وجاء في نص مسودة البيان "إذا لم تعر السلطات السورية هذه الدعوة اهتماما فسوف نبحث تحركا في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة". ومن المقرر أيضا أن تطالب مجموعة الثماني بوقف "فوري" للهجمات التي يشنها نظام العقيد معمر القذافي ضد المدنيين، وتأكيد دعمها للحل السياسي للأزمة التي تعصف بليبيا منذ ثلاثة أشهر وستعرب المجموعة عن مخاوفها إزاء البرامج النووية في سورية وإيران وكوريا الشمالية. وأعربت مجموعة الثماني عن دعمها للحركات الديمقراطية في تونس ومصر ودول أخرى من العالم العربي، مكررة "التزامها بقيمة الحرية والديمقراطية". وجاء في مسودة البيان "إن التغيرات الجارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (تغيرات) تاريخية وتحمل في طياتها إمكانية فتح الأبواب أمام تحول مثل ذلك الذي شهدته أوروبا الشرقية بعد انهيار سور برلين". لكن بعيدا عن وعد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات إضافية بمئات الملايين من الدولارات، فإنه لم يتضح ما إذا كانت مجموعة الثماني ستحدد حجم تلك المساعدات إجمالا أم لا. ويتردد أن رئيسي مجلسي الوزراء المؤقتين في مصر وتونس واللذان وجهت لهما الدعوة للمشاركة في القمة، يسعيان للحصول على مساعدات بقيمة 12 مليار دولار بحلول 2012 . واستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كلا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، لدى وصولهم إلى منتجع دوفيل المطل على القناة الإنجليزية . وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أول من يصل إلى فرنسا في وقت متأخر أمس الأول. وتم نشر 12250 من عناصر قوات الأمن حول دوفيل، رغم الغياب اللافت للاحتجاجات التقليدية المناهضة للمجموعة.