تعهدت الدول الأعضاء في مجموعة الثماني أمس بدعم "ربيع العرب" ب 40 مليار دولار، على أن تتلقى تونس ومصر أولى الدول التي أطاحت بالنظم الديكتاتورية الحاكمة، مساعدات مالية بقيمة 20 مليار دولار. وفي أعقاب مباحثات استمرت يومين، أطلق زعماء المجموعة (بريطانيا وكندا وفرنساوألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة)، ما أسمته "شراكة دوفيل" بحضور رئيسي وزراء مصر وتونس المؤقتين، حيث كانت الدولتان هما نقطة انطلاق "ربيع العرب". وبالإضافة إلى التعهد بدعم دول المنطقة، تعتزم الشراكة تقديم مساعدات إضافية، في شكل قروض، بقيمة 20 مليار دولار تغطي الفترة بين عامي 2011 و2013. في الوقت نفسه، ندد قادة مجموعة الثماني بالحملات القمعية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة في سورية واليمن. غير أن البيان الختامي أسقط الإشارة إلى سورية التي ضمها مشروع البيان أول من أمس حول "تحرك في مجلس الأمن"، واكتفى بأن المجموعة "ستنظر تبني مزيد من الإجراءات". وانضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى نظيره الأميركي باراك أوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحي. وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الأسد من السلطة. حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي بالمطالبة بوقف القمع في سورية وإجراء إصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري. كما دعا الرئيس الروسي نظيره الأسد إلى "الانتقال من الأقوال إلى الأفعال". ورفضت روسيا في وقت سابق أن يبحث مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أوروبي يحذر النظام السوري من ملاحقته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في قمعه التظاهرات. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف "اطلعنا على مشروع القرار. لن ندرسه حتى في هذه المرحلة وسننحيه جانبا. إنه غير ملائم ويتسبب بضرر". وأضاف أن "الوضع السوري يختلف جذريا عن الوضع في ليبيا". أما فيما يتعلق بالشأن الليبي، فأعلنت مجموعة الثماني عزمها على أن ترى القذافي يغادر السلطة، حيث حذر أوباما من أن الحملة التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن تتوقف حتى تتم الإطاحة بالقذافي. وأضاف عقب محادثات ثنائية مع نظيره الفرنسي "نحن نتفق وبإصرار على إنهاء المهمة". من جانبه، أكد ساركوزي أمس أنه لا يزال يعتزم زيارة بنغازي، مفضلا أن تتم الزيارة بصحبة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أعلن أن حملة الأطلسي لإسقاط القذافي تدخل مرحلة جديدة، وأن نشر طائرات هليكوبتر بريطانية سيزيد الضغط عليه. وبدوره قال مدفيديف إن العالم لم يعد يعتبر القذافي "زعيم ليبيا". لكنه أعلن في الوقت نفسه أنه سيرسل موفدا إلى بنغازي بعدما عرض على شركائه القيام بوساطة في النزاع الليبي، بالرغم من اعتراض فرنسا حيث قال ساركوزي "إن الوساطة مع القذافي مستحيلة". وبالنسبة للسلام في الشرق الأوسط، أعربت المجموعة عن "دعمها القوي" لرؤية الرئيس أوباما للسلام في الشرق الأوسط. وقالت في البيان الختامي "إننا نعرب عن دعمنا القوي لرؤية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي عرضها الرئيس أوباما في 19 مايو الجاري". وفي غياب أفكار جديدة، اقتصر البيان على التشديد على أنه "حان الوقت الآن لاستئناف عملية السلام" في الشرق الأوسط. وأضاف "أننا نحث الطرفين على استئناف مباحثات جوهرية بهدف إبرام اتفاق إطار حول قضايا الوضع النهائي". وتطرق البيان أيضا لمؤتمر الجهات المانحة للفلسطينيين الذي سيعقد قريبا "مع أمل استئناف المفاوضات" الذي تنوي فرنسا تنظيمه دون أن يحدد موعده بعد. وتوقعت باريس مؤخرا عقده نهاية يونيو المقبل. وفي وارسو، افتتح رؤساء 20 دولة من أوروبا الوسطى اجتماعا أمس لمناقشة التحولات الأخيرة في العالم العربي وانتقال المنطقة باتجاه الديموقراطية. وحضر الاجتماع كل من أوباما ورؤساء ألمانيا وإيطاليا والتشيك وأوكرانيا.