انضم رئيس حزب «الغد» المصري موسى مصطفى موسى إلى السباق الرئاسي في مصر، بعدما قدم أوراق ترشحه إلى «الهيئة الوطنية للانتخابات» في آخر ساعة قبل غلق باب تلقي طلبات الترشح ظهر أمس، بعدما أعلن نيته خوض السباق على نحو مفاجئ مساء أول من أمس، ليصبح المرشح المنافس الوحيد للرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات التي ستُجرى في آذار (مارس) المقبل. وشهدت مصر ليل الأحد- الإثنين أجواء مضطربة، ففي الوقت الذي رجحت مؤشرات خوض السيسي الانتخابات منفرداً، لتصبح اقتراعاً على توليه فترة رئاسية ثانية في ظل غياب المنافسين، أعلن موسى ورئيس حزب «السلام الديموقراطي» المستشار أحمد فضالي نيتهما الترشح. وكانت الساحة السياسية خلت من المرشحين عقب قرار المحامي الحقوقي خالد علي انسحابه من السباق، ورفض الهيئة العليا لحزب «الوفد» ترشح رئيسه السيد البدوي في مواجهة السيسي. وأثارت إعلانات الترشح حالاً من الجدل حول جديتها، خصوصاً أنها جاءت قبل ساعات من غلق باب الترشح للرئاسة. وكان موسى أعلن خضوعه لفحوص ملزمة للترشح مساء أول من أمس، مشيراً إلى اجتيازه الشرط الدستوري للترشح بتزكية 26 نائباً في البرلمان. ويشترط الدستور جمع المرشح 25 ألف توكيل من 15 محافظة بحد أدنى ألف توكيل من كل منها أو تزكية 20 نائباً برلمانياً. وتقدم وكيل موسى المحامي سمير عبدالعظيم بأوراق ترشح رئيس «الغد» إلى «الهيئة»، مدعوماً بتزكية 20 نائباً برلمانياً. وقال الناطق باسم «الهيئة» المستشار محمود الشريف إن «الهيئة الوطنية أغلقت باب الترشح اليوم (أمس) بعد تقدم اثنين بأوراق ترشحهما، هما: الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى». وأضاف في بيان صحافي: «إن فحص أوراق ترشحهما جارٍ تمهيداً لإعلان اللائحة المبدئية للمرشحين (غداً) الأربعاء». وأكد موسى جديته خوض السباق الرئاسي. وقال: «كانت لدينا نية في الحزب منذ فترة لخوض الانتخابات، لكن أرجأنا القرار مع إعلان كل من رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق سامي عنان نيتهما خوض الانتخابات، فكانت متطلبات المرحلة أن نعلن دعمنا للسيسي». وعزا قرار ترشحه إلى «خلو الساحة من المنافسين». وقال في تصريحات صحافية: «نريد أن نحافظ على صورة مصر أمام العالم». وكان موسى دشن حملة «مؤيدون» لدعم السيسي في أيلول (سبتمبر) الماضي، ونظم حزبه مسيرات لتسجيل توكيلات لدعمه. وليست المرة الأولى التي يخوض فيها حزب «الغد» الانتخابات الرئاسية، إذ خاضها عبر رئيسه السابق أيمن نور الانتخابات في عام 2005 في مواجهة الرئيس السابق حسني مبارك، وحصد نور فيها نحو 7.5 في المئة من الأصوات. ولا يحظى موسى بشهرة في الشارع المصري، وليست لحزبه قواعد جماهيرية ولا مواقف سياسية بارزة، سوى خلافه مع نور على رئاسة الحزب. وكانت هيئة شؤون الأحزاب حسمت الخلاف على رئاسة «الغد» لمصلحة موسى، وأعلن رئيساً للحزب في تشرين الأول (أكتوبر) 2005، ثم عاد للانزواء بعدها. وشارك «الغد» في الانتخابات البرلمانية 2015 تحت لواء حزب المؤتمر (أسسه عمرو موسى)، وحصد الائتلاف 12 مقعداً من بينها 3 مقاعد فقط لأعضاء من «الغد». في غضون ذلك، أعلن الأمين العام للحزب في محافظة الأقصر النوبي أبو اللوز تقديم استقالته من عضوية الحزب، احتجاجاً على ترشح موسى للرئاسة. وقال: «رئيس الحزب لم يعرض على أمنائه في المحافظات القرار، الذي لا يعبر عن قواعد الحزب المؤيدة للسيسي».