قفزت حصيلة التوكيلات الشعبية لدعم المرشحين في الانتخابات الرئاسية في مصر إلى نحو 760 ألف توكيل شعبي سجلت لدعم 23 اسماً محتملاً لخوض السباق الرئاسي المقرر الاقتراع فيه في آذار (مارس) المقبل، في وقت لم تتلقَ الهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات أي طلبات رسمية للترشح، علماً أنها فتحت الباب لتلقي طلبات المرشحين أول من أمس وحتى 29 كانون الثاني (يناير) الجاري. ولفت الناطق باسم الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار محمود الشريف أمس، إلى «تزايد مستمر في أعداد توكيلات المواطنين والتي سجلت حتى صباح اليوم (أمس) 760 ألف توكيل». وأضاف أن «لجنة تلقي طلبات الترشح للانتخابات لم تتلقَ أي طلب من مرشح حتى الآن». وكان مواطنون توجهوا إلى مقر الهيئة فور فتح باب تلقي طلبات الترشح لتوقيع استمارات بترشحهم، لكن «الهيئة» لم تعتدّ بهم لافتقادهم الشرط الدستوري الخاص بجمع 25 ألف توكيل من 15 محافظة في حد أدنى ألف توكيل في كل منها أو تزكية من 20 نائباً برلمانياً. وعلى رغم تحفظ اللجنة على إعلان أرقام التوكيلات المسجلة لكل مرشح محتمل، فإن قراءة الأرقام الصادرة عن الإدارات المحلية في المحافظات تشير إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حصد غالبية التوكيلات التي وصلت إلى مئات الآلاف، فيما تقتصر أعداد التوكيلات الموقعة لمنافسيه على المئات أو العشرات يومياً. وتترقب الأوساط تقدم السيسي بطلب الترشح رسمياً إلى اللجنة بعدما استوفى الشرط الدستوري وأعلن نيته الترشح قبل أيام. في غضون ذلك، قال الناطق باسم البرلمان الدكتور صلاح حسب الله إن 546 نائباً وقعوا استمارات تزكية للسيسي. وكانت غالبية التزكيات صبت في اليوم الأول لجمعها في مصلحة السيسي وزادت عن 400 استمارة، ما عكس الدعم البرلماني الكبير للرئيس. ويضم البرلمان المصري 596 عضواً، ما يعني أن البرلمان قادر على تمرير مرشحين آخرين للانتخابات الرئاسية بخلاف السيسي الذي حصد غالبية تزكيات البرلمان، لكن عملياً ترجح المؤشرات عدم تمرير البرلمان أي مرشح آخر، خصوصاً بعدما أعلن المنافسون المحتملون للسيسي لجوءهم إلى جمع التوكيلات الشعبية. وحسم المرشح المحتمل خالد علي موقفه من اللجوء إلى البرلمان خصوصاً تكتل «25-30» المعارض للحصول على تزكيات تمكنه من خوض الانتخابات، قائلاً في مقطع مصور: «مع احترامي الشديد للتكتل، وعلى رغم تواصلي معهم، لكني أرفض الحصول على تزكيات برلمانية لخوض الانتخابات، فقررت خوض تحدي التوكيلات الشعبية وأنا مستمر فيه حتى النهاية»، في وقت دعا المرشح المحتمل رئيس أركان الجيش السابق سامي عنان مؤيديه إلى تحرير توكيلات شعبية لدعمه خلال رسالة مصورة أعلن فيها نيته الترشح، ولم يأت عنان على أي ذكر للبديل البرلماني لخوض الانتخابات. إلى ذلك، أكد الناطق باسم البرلمان أن الموقعين على استمارات تزكية الرئيس من كل الاتجاهات السياسية داخل المجلس. وقال خلال مؤتمر صحافي أمس، إن كل أعضاء ائتلاف الموالاة «دعم مصر» وقعوا على الاستمارة، إضافة إلى 171 نائباً من خارج الائتلاف. وكانت أحزاب ممثلة داخل البرلمان وغير منخرطة في ائتلاف الموالاة أعلنت دعمها للسيسي منها «المصريين الأحرار» و «الوفد». وأكد حسب الله وقوف البرلمان كمؤسسة على الحياد من كل المرشحين، لكن نوابه يحق لهم التعبير عن خياراتهم داخل دوائرهم.