اشتكت مهندسات سعوديات، بمحافظة الجبيل، في اختصاصات هندسية مختلفة، غياب الفرص الوظيفية المناسبة لمجالاتهن، وعبرن في حديثهن إلى «الحياة» عن تطلعهن إلى توفير الفرص الوظيفية المناسبة لتخصصاتهن الهندسية، وأكدن أن المهندسة السعودية قادرة على الإسهام في الارتقاء الهندسي بالمملكة، وأشرن إلى ما تطمح إليه رؤية المملكة 2030 لتعزيز حضور المهندسات في مختلف المجالات، وتذليل كل المعوقات أمامهن، وتمكينهن في القطاع الهندسي. وتنتمي المهندسات إلى هندسة التصميم الداخلي، وهندسة الحاسب الآلي، والهندسة المعمارية، وعدد من التخصصات الأخرى. وعن الآمال والتطلعات لدى مهندسات الجبيل تقول المهندسة فاطمة المقاطي: «إنها فرصة ثمينة ومقدرة من قبلنا نحن المهندسات السعوديات في مدينة الجبيل الصناعية، إذ أُتيح لنا المجال لنتحدث عن آمالنا وتطلعاتنا إلى المستقبل الذي رسمناه لأنفسنا منذ دخولنا المجال الهندسي. فنحن خريجات كلية الجبيل الجامعية قسم التصميم الداخلي وعضوات في الهيئة السعودية للمهندسين فرع الجبيل، نعلم ما تزخر به مدينتنا من مشاريع ضخمة وعملاقة، وكذلك من مشاريع تجارية استثمارية صغيرة، ونتطلع إلى أن نجد نحن- المهندسات - الفرصة لاستثمار طاقاتنا من خلال العمل في هذه المشاريع». وأضافت المقاطي: «مع توفر هذه البيئة الخصبة لعملنا، نعاني من عدم توافر الفرص الوظيفية، وماذا عن عدد المهندسات الذي يزداد سنوياً 30 مهندسة، من دون الأخذ في الاعتبار بالاستفادة من هذه الطاقات ذات الكفاءة العالية، والتي تلقت تعليمها في شكل جيد، فنحن نخوض هذا الميدان وحدنا من دون أي دعم من القطاعات العاملة في مدينة الجبيل الصناعية، والتي تتوفر بها فرص كبيرة لتخصصاتنا، إلا أنها شاغرة بالعمالة الأجنبية». وأكدت أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع لديها الخطط المدروسة للأمد البعيد، وتعمل على تنفيذ عدد من المشاريع العملاقة وفق رؤيتها في بناء وتطوير المدينة الصناعية، إضافة إلى الشركات الصناعية الكبرى، وكلنا أمل في أن نجد فيها الفرص الوظيفية المناسبة لمجالاتنا الهندسية. بدورها قالت المهندسة أميرة الغويري: «لم نجد نحن - خريجات قسم الهندسة بالجبيل - فرصاً وظيفية تتعلق بتخصصنا «هندسة داخلية» في الهيئة الملكية أو قطاع الشركات الصناعية، ولا في المنشآت الحكومية التي لديها إمكان لتوظيف المهندسات لديها، علماً بأننا جميعاً لدينا الخبرة الكافية في المجال الهندسي، وخصوصاً أننا خريجات إحدى الكليات المعروفة بمناهجها المتخصصة بالهندسة». وتابعت: «وددنا لو سنحت لنا الفرصة الدخول في مجالات العمل المتعلقة بتخصصاتنا الهندسية، وتقديم كل ما لدينا للإسهام بالارتقاء الهندسي في بلدنا، تماشياً مع تطلعات الرؤية السعودية 2030 لتمكين المرأة السعودية في كل المجالات التي تستطيع من خلالها خدمة وطنها وتقديم دورها بصفتها شريكاً في البناء والتنمية. من جانبها، قالت المهندسة مها المهنا: «التصميم الداخلي شغف وإبداع، يخذله الأمان الوظيفي في منطقتنا، ومن واقع تجربتي، بصفتي مهندسة تصميم داخلي، عملت بعد التخرج في مكاتب هندسية لاكتساب الخبرة وتطوير مهارة التواصل الاجتماعي، وتوظيف ما حملت من رسالة بصفتي مهندسه تصاميم، إلا أن الواقع يختلف عن الطموح، فبعض المكاتب لا توفر بيئة عمل مريحة، أو تلتزم بأنظمة قيادية سليمة، بل يفتقر بعضها إلى روح العمل والحفز والتطوير، إضافة إلى تدني رواتبها، وهذا ما يشعر المهندسة بأنها غير قابله للتطور في مجالها». وتابعت: «وحتى عندما تنتقل إلى العمل في الشركات الكبيرة، نجد أن بعض الشركات تقوم بتوظيفها بما لديهم من حاجة أو نقص، فتعمل في مجالات هندسية مختلفة عن تخصصها، مثل الهندسة المدنية، والبنيه التحتية، ويتم تدريبها وتعليمها على برامج مختلفة تخص ذلك المجال، بعيداً كل البعد عن طموحها وتخصصها ومجالها المعماري». وتضيف: «تضطر كثير من المهندسات إلى إثبات ذاتها بصفتها مهندسه تصاميم مستقلة بعملها الخاص من المنزل، محفزة نفسها وذاتها في مجالها المحبب إليها لتنقل رسالة نجاح المرأة السعودية في تحمل المسؤوليات وتطوير المجتمع والذات، وتطبيق تلك المهارات الجميلة التي اكتسبتها». وطالبت المهندسة منيرة المعتاز بأن يكون هناك تنسيق عال من الهيئة الملكية والشركات الكبرى في مدينة الجبيل، مع هيئة المهندسين، لتطويرنا وإلحاقنا في الفرص الوظيفية المتاحة في تخصصاتنا بالجبيل. إضافة إلى الربط بين خريجات الكليات ومتطلبات السوق، داعية إلى توفير برامج دعم لحفز المهندسات في إنشاء مشاريع خاصة، كالمكاتب الهندسية. وزادت: «تعليمنا جيد، ولدينا قابلية للعمل تحت جميع الظروف، ولكن طاقاتنا نبذلها خارج مدينة الجبيل الصناعية، وتطلعاتنا من جهات العمل بالجبيل أن توفر لنا فرص العمل المناسبة لتخصصاتنا الهندسية».