خاضت مجموعة من المهندسات السعوديات غمار العمل الميداني، من خلال عملهن مع شركة استشارات وتصميم في مدينة الجبيل، حيث وفرت لهن الشركة قسماً نسائياً متكاملاً يمارسن عملهن الهندسي من خلاله، وتم الاعتماد عليهن في عدد من المشروعات والمهام لشركات أنجزنها في فترة قياسية، ما أثبت كفاءتهن ومقدرتهن الفائقة على تنفيذ العمل الهندسي على أتم وجه. أول الطريق وتحدثت المهندسة آلاء السعود، عن بداية التحاقها بالمكتب الهندسي قائلة «فور تخرجي في الكلية الجامعية قسم (تصميم حاسب آلي)، التحقت بمكتب الاستشارات الهندسية، وقد كنت في بداية قبولي متخوفة من دخول العمل الميداني، خاصة وأننا لم نتدرب بشكل تطبيقي في الكلية، فعملت الشركة على تأهيلنا لسوق العمل عن طريق إعطائنا دورات تواصلت لستة أشهر، بعدها تم تسليمنا عدداً من البرامج والمشروعات للعمل عليها، فتهيأت لنا الفرصة لإثبات وجودنا، حيث قام المسؤولون في المكتب الهندسي بالاعتماد علينا في مشروعات أثبتنا من خلالها مقدرة المهندسة السعودية على الإلمام الكامل بعملها». وأضافت أن القطاع الخاص دعم المهندسات من خلال تدريبهن، مشيرة إلى أن على القطاع الحكومي النظر للمهندسة السعودية وإيجاد الوسائل المناسبة لها في التدريب والعمل. وأشارت آلاء إلى أنها عرضت فكرة المكتب الهندسي النسائي على رئيس الهيئة الملكية في الجبيل وينبع الأمير سعود الثنيان، خلال افتتاحه مركز التنمية الصناعية، وبدوره رحب بالفكرة وشجعها. دعم وتطوير فيما ذكرت زميلتها المهندسة أبرار الحارث، أن دعم الشركة المهندسات كان له الفضل الأكبر في تطورهن ميدانياً، وتقول «شاركنا بعمل تصاميم مواقع لعدد من الشركات، كذلك قمنا بتصميم غرف التحكم لشركات، كما أننا نعمل على التصاميم الداخلية للمنازل، حيث تلجأ لنا بعض السيدات لتنفيذ تصاميم بيوتهن، وكذلك نحظى بثقة سيدات أعمال مدينة الجبيل، فنحن كسعوديات دائماً أقرب إلى معرفة متطلبات مجتمعنا». واتفقت آلاء وأبرار بخصوص أبرز الصعوبات التي واجهتهن في هذا العمل، أولاها وجود فجوة كبيرة بين ما تمت دراسته في الجامعة وبين تطبيقه عملياً على أرض الواقع، وتقول آلاء «أغلب ما نقوم بتطبيقه خلال فترة التدريب التعاوني آخر فصل دراسي نظري ولا يفيدنا في العمل، بالإضافة إلى أن التدريب يتم غالباً في مجال مختلف عن تخصص الطالبة الجامعية». فيما ترى أبرار أن من الضروري إيجاد فرص تدريب ميداني مناسب للمهندسات، بحيث تكون متوافقة مع تخصصاتهن، كي يستطعن تطوير قدراتهن ويتهيأن بشكل جيد للعمل. وطالبت المهندسات الهيئة الملكية في الجبيل بدعمهن وإيجاد بدائل عملية للخريجات، حيث إنهن يواجهن صعوبات في البحث عن وظائف متناسبة مع تخصصاتهن، نتيجة عدم وجود مكاتب هندسية كافية تستوعب الخريجات والكادر النسائي. طموح واحتراف من جانبه، ذكر رئيس المكتب الهندسي المهندس لؤي الطيب، أنه تم استقطاب المهندسات السعوديات للعمل في القسم النسائي، إيماناً بمقدرة المهندسة السعودية وتشجيعاً لها، وأشار إلى أن الأمر تم من خلال برنامج الأمير محمد بن فهد، وتم تقديم الدورات التدريبية للفتيات، كما تم إعطاؤهن دورات في تطوير الذات وتدريب ميداني حتى أصبحن مهيآت للعمل. وأشار الطيب إلى أنه لمس من المهندسات حبّهن للعمل، وطموحهن ورغبتهن في تطوير أنفسهن، فضلاً عن عملهن باحترافية لا تقل عن زملائهن المهندسين. وعن صعوبات تأهيل المهندسات، قال «لاحظنا وجود فجوة بين ما درسنه في الجامعة، وبين ما يتوجب عليهن تطبيقه، إلا أننا تلافينا ذلك، وقدمنا لهن دورات تساعدهن»، منوهاً إلى ضرورة تدريب الطالبات ميدانياً في جميع القطاعات، وأشار الطيب إلى أن الشركة تلقت 250 سيرة ذاتية لخريجات هندسة، تم اختيار خمس منهن للتدريب في القسم النسائي، متمنياً أن يستوعب القسم مستقبلاً عدداً أكبر.