عقدت الهيئة العليا لحزب «الوفد» المصري أمس اجتماعاً عاصفاً خلص إلى رفض ترشح رئيس الحزب السيد البدوي في انتخابات الرئاسة، المقرر الاقتراع فيها في آذار (مارس) المقبل. وشهد الاجتماع حضوراً مكثفاً من الهيئة العليا للحزب، إذ حرصت غالبية الأعضاء على المشاركة في الاجتماع الذي استمر ساعات عدة، وشهد انقساماً وسجالاً حول ترشح البدوي قبل حسم الأمر بالتصويت الداخلي لتحسم الغالبية القرار بالرفض. وقال مساعد رئيس الحزب ياسر حسان ل «الحياة»، أثناء حضوره اجتماع «الهيئة»، إن الاجتماع شهد نسبة حضور عالية، لافتاً إلى أن سكرتير عام الحزب المستشار بهاء الدين أبو شقة اعتذر عن رئاسة الاجتماع لاستشعاره الحرج، إذ يتولى نجله التمثيل القانوني لحملة السيسي. وأوضح أن البدوي ترأس الاجتماع، الذي شهد «سجالاً» حول ترشحه في الانتخابات، لافتاً إلى أن المناقشات الطويلة ووجهات النظر المختلفة أطالت مدة الاجتماع عما كان مُقرراً. وأوضح أن بعض قيادات الحزب رأت أنه «من غير المقبول أن يعلن الحزب دعمه للسيسي (الشهر الماضي)، ثم يطرح مُرشحاً لمنافسته». وأضاف حسان أنه بعد 4 ساعات من المداولات داخل الاجتماع «فإن الرأي الغالب داخل الهيئة هو رفض ترشح البدوي». ورفع عدد من شباب الحزب في ساحته لافتات أمام مقر انعقاد الهيئة ترفض ترشح البدوي في انتخابات الرئاسة. في غضون ذلك، كثفت جهات رسمية ومدنية جهودها لحض الناخبين على المشاركة في عملية الاقتراع والتي تجرى في آذار المقبل، في ظل مؤشرات رجحت تراجع نسب المشاركة لغياب منافسين أقوياء للرئيس عبدالفتاح السيسي، المرشح الوحيد في السباق الرئاسي حتى أمس. وعلى رغم الشعبية التي أظهرتها حملات لحض السيسي على الترشح قبل شهور، إذ جمعت ملايين التوقيعات الجماهيرية، لكن حملة الرئيس أبدت قلقها من نسب المشاركة، خصوصاً إذا خاض الرئيس الانتخابات بمفرده، في وقت عقد سفراء مصر في الخارج اجتماعات مع الجاليات لحضهم على المشاركة في الاقتراع لإخراج صورة حضارية عن العملية الديموقراطية في مصر. ويجري الاقتراع في الخارج بين 16 و18 آذار، ويسجل المصريون في الخارج قرابة 10 ملايين مواطن وفق آخر إحصائية رسمية. وأطلقت منظمات المجتمع المدني حملات لحض الناخبين على التصويت. وقال الأمين العام لمنظمة القادة (إحدى المؤسسات المشرفة على الانتخابات) الدكتور أحمد الشريف ل «الحياة»: «أطلقت المنظمة حملة توعوية على مستوى الجمهورية قوامها 130 ألف شاب، تجوب القرى الفقيرة والنائية لحض الناخبين على المشاركة، مشيراً إلى أن الحملة رصدت في الأيام الأولى «نية كثيرين عدم المشاركة» في الاقتراع على اعتبار أن فوز السيسي محسوم مسبقاً، فيما يسعى شباب الحملة إلى محاولة تغيير تلك الفكرة وتوضيح أهمية المشاركة على العملية وصورتها في الخارج. وأضاف: «أكدنا للناخبين أهمية صوتهم وضرورة الاقتراع حتى ولو بالاعتراض». وبثت الهيئة الوطنية للانتخابات إعلانات توعوية عدة عبر شاشات رسمية وخاصة تحض الناخبين على المشاركة، وينتظر أن تعقد الهيئة ورش عمل مع الشباب وقطاعات عدة في الإطار نفسه. وسبق أن أعلنت الهيئة تشكيل لجنة من أعضائها لتوعية الجماهير بأهمية المشاركة في الاقتراع. في السياق ذاته، عقد السفير المصري في إيطاليا هشام بدر اجتماعاً مع الجالية في روما خلال احتفال السفارة بعيد الشرطة وثورة 25 كانون الثاني (يناير). وطالب بدر المصريين في إيطاليا بدور إيجابي في عملية الاقتراع الرئاسي المقبلة، وذلك «ليظهر أبناء مصر في الخارج بمظهر مشرف وحضاري في ظل أجواء ديموقراطية نزيهة». وتضمن اللقاء عرض فيلم تسجيلي لإنجازات الدولة في الأعوام الماضية. وفي ألمانيا، دعا السفير المصري بدر عبد العاطي الجالية إلى المشاركة في الانتخابات، وأطلعهم على «قرارات الإصلاح الاقتصادي، وحجم الصادرات المصرية، إلى جانب المشاريع الاستثمارية والإنمائية».