أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن الكويت لن تتردد في تقديم أي مساعدة للبنان، سواء مباشرة أو عبر المؤتمرات الدولية. وأبلغ الشيخ الصباح الرئيس اللبناني ميشال عون الذي ينهي زيارته الكويت اليوم، بأنه «سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من أجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية والتجاوب مع حاجاته»، مشيراً إلى أن «الكويت ستقوم بكل ما في وسعها ولن تخذل لبنان». وشكر عون أمير الكويت على «وقوف بلاده إلى جانب لبنان في كل الظروف وفي كل المحافل». وطلب «مشاركة الكويت في المؤتمرات الثلاثة لدعم لبنان: مؤتمر روما، ومؤتمر سيدر الذي دعت إليه باريس، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسيل». واستقبل عون في المطار الشيخ الصباح، وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وعدد من كبار المسؤولين الكويتيين، إضافة إلى رئيس بعثة الشرف المستشار في الديوان الأميري محمد عبدالله أبو الحسن والسفير الكويتي لدى لبنان عبد العال القناعي، والقائم بالأعمال اللبناني ماهر الخير. وانتقل الرئيس عون والشيخ الصباح في سيارة واحدة إلى قصر بيان حيث عقدا محادثات موسعة تلتها خلوة. وشارك في المحادثات عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، أيمن شقير وعناية عز الدين، والقائم بالأعمال الخير. وعن الجانب الكويتي، ولي العهد، نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، والمستشار محمد عبدالله أبو الحسن، والسفير القناعي. وصرح وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح، وفق «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا)، بأن «المحادثات تناولت استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، بما يحقق تطلعاتهم وتوسيع أطر التعاون». وقال: «ساد المباحثات جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميّز بها العلاقة والرغبة المتبادلة في المزيد من التنسيق». واتفق الرئيس عون مع الشيخ الصباح، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية، على «ضرورة تعزيز التعاون، لا سيما أن العلاقات الأخوية قديمة العهد ولم يعكّر صفوها أي حدث. وكانت وجهات النظر بين الرئيس عون وأمير الكويت متطابقة حول ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة التطورات العربية والإقليمية الراهنة، وأن تشكل القمة العربية المقبلة في الرياض في آذار (مارس) المقبل، فرصة لإعادة إحياء التضامن العربي. وبحثا الأوضاع العامة في العالم العربي، والتقيا على رفض القرار الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل». وقالت مصادر الوفد اللبناني، إن «أمير الكويت أعرب عن سعادته الشخصية باستقبال رئيس الجمهورية الذي ربطته به علاقات متينة منذ أعوام، وأكد أن بلاده باتت عضواً في مجلس الأمن، ويمكن أن تساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الأممالمتحدة». ولفتت مصادر الوفد اللبناني إلى أن الشيخ الصباح أكد «دعم بلاده المطلق للبنان في المحافل الإقليمية والدولية، وتوظيف العلاقات الكويتية مع مختلف الدول من أجل هذا الهدف»، معتبراً أن على «العرب إعادة توحيد صفوفهم وعدم التفريط بحقوقهم، وإيجاد حل لخلافاتهم في ظل التطورات الخطرة التي تواجه الدول العربية أجمع، لتحسين صورة العرب في العالم». وشدد على أن «القدس عاصمة للأديان السماوية ولا يمكن أن تجرّد من تاريخها وموقعها الجامع، ولا يجدر أن تكون ضمن خطط مصالح انتخابية إسرائيلية، ويجب مواجهتها بموقف موحد، وهذا ما يفرض إعادة لمّ الشمل العربي». وشدد عون على «علاقات الأخوّة بين البلدين، والتي ازدادت وثوقاً عبر السنوات»، لافتاً إلى أن «لبنان يعاني من حمل كبير في مسألة النازحين السوريين حيث قارب عددهم على أراضيه المليونين، فيما اللاجئون الفلسطينيون لا يزالون على الأراضي اللبنانية»، وأمل بأن «تساعد الكويت والدول العربية لبنان في تأمين عودة النازحين». ودعا «المستثمرين الكويتيين إلى توظيف أموالهم في لبنان، والمساهمة في تحسين البنى التحتية الملحوظة ضمن الخطة الاقتصادية الجديدة، خصوصاً أن لبنان ينعم باستقرار أمني قلّ نظيره في العالم، بعد انتصار الجيش على الإرهاب وداعش». ولفت إلى أنه «طالب في قمة الأردن بعقد طاولة مستديرة للبحث في كل القضايا العالقة بصراحة ووضوح والتفاهم على النقاط المختلف عليها». وخلال الخلوة، تمنى عون أن «يعاود الكويتيون زياراتهم للبنان»، فأكد الشيخ الصباح أن «محبة الكويتيينللبنان واللبنانيين كبيرة، والتواصل بين الشعبين لم يتوقف يوماً». ووجّه عون دعوة لأمير الكويت إلى «زيارة وطنه الثاني لبنان». ولاحقاً التقى عون في مقر إقامته في قصر بيان، مطران بغدادوالكويت غطاس هزيم. كما التقى رئيس الحكومة الكويتي ثم رئيس الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي عبد اللطيف يوسف الحمد.