أخذت زيارتا كل من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومعاون وزير الخارجية الإيراني محمد رضا شيباني لبيروت أمس، طابع التزاحم الأميركي – الإيراني على لبنان، إذ اجتمع كل منهما مع كبار المسؤولين، وتسابقا على إعلان المواقف من المنبر اللبناني حيال التحولات العربية و «إيجابياتها». وإذ لفت اعتذار رئيس البرلمان نبيه بري عن عدم استقبال فيلتمان، فإنه استقبل شيباني، بينما دخل السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي على خط التحركات الديبلوماسية، فالتقى بدوره بري متحدثاً عن تدخل فيلتمان في لبنان من داخله وخارجه. وبينما انحصرت لقاءات فيلتمان برئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة السابق رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، لغياب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري خارج البلاد، ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، على أن يغادر بيروت صباح اليوم، فإن لقاءات شيباني شملت عدداً أوسع من القيادات فالتقى، الى سليمان وبري وجنبلاط، رئيس الجمهورية السابق اميل لحود ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، والنائب سليمان فرنجية، على أن يلتقي اليوم ميقاتي. وقالت مصادر شاركت في اجتماعات مع فيلتمان انه لم يحمل جديداً في مواقف بلاده لأنه ركّز أحاديثه على شرح خطاب الرئيس باراك أوباما حيال المنطقة وهو لم يتطرق إلا لماماً للوضع اللبناني. إذ سأل مرة واحدة من التقاهم عن تفسيرهم للتأخر في تشكيل الحكومة الجديدة واستمع الى الأجوبة من دون أن يعلق عليها. وصدر بيان عن السفارة الأميركية في بيروت أكد أن رسالة واشنطن «ستقوّم علاقتها مع أي حكومة (لبنانية) جديدة على أساس تركيبتها وبيانها الوزاري وإجراءاتها في ما يخص المحكمة الخاصة بلبنان». وتناول فيلتمان في لقاءاته الوضع في سورية مكرراً موقف أوباما الذي أعلنه أمس برفض استخدام الحكومة السورية العنف. وفي وقت لم يفت فيلتمان التشديد على حفظ الأمن على الحدود الجنوبية في حديثه عن مسيرات 15 أيار (مايو) في ذكرى النكبة، علم أنه سمع ملاحظات على خطاب أوباما في شأن نقطتين هما الوضع في سورية حيث شدد الرئيس سليمان على أهمية تأمين الاستقرار في المنطقة، فيما تناول جنبلاط معه أهمية الاستقرار في سورية، من اجل الاستقرار في لبنان، داعياً الى استمرار التواصل مع القيادة السورية. أما النقطة الثانية التي سمع فيلتمان ملاحظات، فهي ما جاء في خطاب أوباما عن عملية السلام، أذ دعا سليمان الى تحرك عاجل وعملي للدفع في هذا الاتجاه، فيما شدد ميقاتي على وجوب أن يترجم كلام الرئيس الأميركي الى «أفعال وألا تتراجع إرادته على غرار ما حصل مع رؤساء سابقين». كما ان ميقاتي أكد لفيلتمان أنه مستمر في السعي الى تشكيل «حكومة وطنية منتجة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والدولية وان التشكيل مسؤولية لبنانية». أما على صعيد لقاءات شيباني فقد حمل دعوة رسمية من الرئيس محمود أحمدي نجاد الى الرئيس سليمان للمشاركة في مؤتمر تستضيفه طهران في 25 حزيران (يونيو) المقبل حول الإرهاب وتعريفه وشرح أهمية انعقاده في العاصمة الإيرانية. وأعلن شيباني ان الرابح الأساسي من التطورات الحاصلة في المنطقة هو الشعب. وقال ان بلاده تنظر بإيجابية الى هذه التطورات «والخاسرون هم الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني، وأميركا تسعى الى الحد من الخسائر». وقالت مصادر القيادات التي التقت شيباني انه أكد أهمية ألا تنحرف المطالبات بالإصلاح في المنطقة نحو أي فتن طائفية. أما في خصوص الوضع الداخلي اللبناني فأكد أن طهران تتمنى تشكيل حكومة سريعاً لمواكبة التطورات في المنطقة ولتلبية الاحتياجات اللبنانية في الداخل