تحاول دول الاتحاد الاوروبي تحديد مرشحها لمنصب المدير العام لصندوق النقد الدولي خلفاً للفرنسي دومينيك ستروس - كان الذي اجبرته الفضيحة الجنسية على الاستقالة والبقاء في السجن حتى تتمكن زوجته الثرية آن سانكلير من تأمين كفالة اطلاق سراحه بقيمة ستة ملايين دولار. وبدت وزيرة المال في فرنسا كريستين لاغارد في طليعة المرشحين الاوفر حظاً للفوز بالتسمية قبيل قمة مجموعة الثمانية في فرنسا الاسبوع المقبل. ولم تُقدم اي ترشيحات رسمية بعد، لكن وزير الخزانة الاميركي تيموتي غايتنر، وبلاده اكبر مساهم في الصندوق بحقوق تصويت تصل الى 16.8 في المئة، حض على بدء العملية سريعاً. وسيتعين على مجلس المديرين، المؤلف من 24 عضواً، اختيار الافضل من بين المرشحين. وبين اكثر الاصوات فعالية في الاختيار، بعد الولاياتالمتحدة، اليابان ولديها نسبة 6.25 في المئة والمانيا 5.83 في المئة وفرنسا 4.3 في المئة وبريطانيا 4.3 في المئة. ويمثل اليمن المجموعة العربية بنسبة 3.3 في المئة. ويتمسك الاتحاد الاوروبي بالمنصب خصوصاً في ظل الجهود لابقاء مساهمة الصندوق حية في جهود انقاذ منطقة اليورو من ذيول ازمة الديون. وسارعت ايطاليا والسويد والمانيا الى دعم ترشيح لاغارد التي تبدو متقدمة على التركي كمال درويش الذي اعلن لاحقا انه غير مرشح او الجنوب افريقي تريفور مانويل. وتتزعم روسيا والصين والبرازيل الدعوات لاسناد المنصب الى ممثل عن الدول الناشئة من دون ان تسمي اي مرشح بعد، رغم الحديث عن امكان تأييد مانويل او البرازيلي ارمينيو فراغا او الهندي سينغ اهلوايليا، وسط انباء في الولاياتالمتحدة عن جهود افريقية وآسيوية وشرق اوسطية للوصول الى اجماع على مرشح واحد. ومن بين المرشحين المحتملين الحاكم السابق لبنك المكسيك المركزي اوغوستين كارستنس، وستانلي فيشر حاكم بنك اسرائيل المركزي والالماني توماس ميرو رئيس البنك الاوروبي للانماء والاعمار اضافة الى ثارمان شانموغاراتنام وزير المال في سنغافورة. يُشار الى ان المنصب مرغوب جداً ومثمر مالياً مع حصول المدير العام على مرتب سنوي يصل الى 441 الف دولار ومخصصات تزيد على 79 الفاً، خالية من الضرائب، اضافة الى مخصصات تقاعدية ما قد يرفع دخله الى نحو مليون دولار. وعادة ما يفتح باب الترشيح للمنصب، ومدة ولايته خمس سنوات، فترة شهر ويخضع الراغبون الى اختبارات في مجلس المديرين وعادة ما تتم تسمية المدير الجديد بالتوافق بدلاً من غالبية الاصوات، كما حدث مع ستراوس كان الذي تم اختياره خلفاً لرودريغو دي راتو قبل ثلاثة شهور من انتهاء فترة انتدابه. ولاغارد (55 عاماً) ام لولدين، ولقبتها مجلة «فوربز» ب «الحصان الاسود»، تحمل شهادة عليا في قانون العمل، درست في فرنسا وتخصصت في الولاياتالمتحدة وكانت احدى مديرات مكتب «بيكر اند مكنزي» للمحاماة وعضو في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية وتسلمت منصبها الوزاري الاول في 2005 عندما عينت وزيرة للتجارة في حكومة دومينيك دي فيلبان قبل ان تتسلم منصب وزيرة المال في حكومة فرانسوا فيون العام 2007 لتصبح المرأة الاولى التي تنضم الى «نادي وزراء دول مجموعة الثماني» الاكثر نفوذاً في العالم.