تترقب الأوساط السياسية والشعبية في مصر إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في آذار (مارس) المقبل. ولم يستبعد مصدر مصري مسؤول إعلان الرئيس نيته الترشح اليوم في اختتام مؤتمر «حكاية وطن»، الذي بدأه أول من أمس لتقديم «كشف حساب» عن ولايته الأولى. وبدأ السيسي المؤتمر أمس، بخطاب مطول تحدث فيه عن كل المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والتحديات الاقتصادية التي لمسها خلال ولايته الأولى، وتحسن مؤشرات الأداء الاقتصادي بعد قرارات الإصلاح التي اتخذها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016. وعقدت مساء أمس، جلستا عمل ضمن فعاليات المؤتمر استعرضت أولاها المشاريع القومية والبنية التحتية، والثانية خُصصت للحديث عن «محور الاقتصاد والعدالة الاجتماعية»، وشارك فيهما وزراء ومسؤولون كبار. ويُختتم المؤتمر مساء اليوم بعد عقد جلسة نقاش مهمة تتناول محاور السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء مؤسسات الدولة، إضافة إلى جلسة يشارك فيها السيسي للرد على أسئلة المواطنين التي تلقاها عبر مبادرة «اسأل الرئيس»، على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يُلقي كلمة يُرجح أن يعلن فيها عزمه الترشح للرئاسة. وتفتح الهيئة العليا للانتخابات غداً باب تلقي طلبات الترشح لمدة 10 أيام، تُعلن في أعقابها لائحة أولية بأسماء الشخصيات التي استوفت الشروط الدستورية للترشح. وإلى الآن لم يظهر منافس ذو ثقل للسيسي، الذي استأثر بمئات الآلاف من التوكيلات الشعبية، ومئات التزكيات من نواب البرلمان، في وقت لم تستوفِ أي شخصية في بورصة الترشيحات، الشرط الدستوري الذي ينص على جمع 25 ألف توكيل شعبي من 15 محافظة مختلفة، أو تزكية 20 عضواً في مجلس النواب. ولم يعلن صراحة النية في الترشح إلى الآن إلا المحامي الحقوقي المعارض خالد علي. وقال السيسي في افتتاح مؤتمر «حكاية وطن» إن الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية لم تكن لتحدث لولا الشعب المصري، ولا يستطيع أحد أن يقول إنه حقق إنجازاً بمفرده «بل هو إنجاز الشعب». وشدد على أن رد فعل الشعب على عملية الإصلاح الاقتصادي «كان مصدر فخر واعتزاز». وقال: «ما مر به المصريون لم تكن معاناة، بل عملية سيجني ثمارها الشعب والأجيال المقبلة»، مضيفاً أن «حجم المشاريع الذي تحقق قد يرى البعض أنه مستحيل... هناك الكثير لم يره الشعب بعد»، لافتاً إلى أن السنوات الأربع الماضية شهدت عملاً في 11 ألف مشروع قيمتها الإجمالية تريليونا جنيه (الدولار يعادل نحو 18 جنيهاً). وقال إن «محاولة إبقاء الأمور على ما هي عليه من دون إصلاح من أجل كسب شعبية، هو خيانة»، لافتاً إلى أنه تلقى نصائح بإرجاء القرارات الاقتصادية إلى مرحلة لاحقة أو حتى إلى «عهد رئيس قادم»، لكنه رفض تلك النصائح «حتى لا تتضرر الدولة لا معي ولا مع غيري». وتحدث السيسي عن الوضع المضطرب في المنطقة. وقال: «توقعت مبكراً أن مصر هي الهدف الرئيس والجائزة الكبرى لمن أراد بهذه الأمة شراً»، لافتاً إلى أنه كان اعتبر أن قمة طموحه وصل إليها حين تولى قيادة الجيش، لأنه لم يكن طالباً منصباً أو سلطة ولا متطلعاً لأي مهمات أخرى، لكنه لم يتردد أمام تكليف الشعب له بالترشح لرئاسة الجمهورية. وشدد على أن قرار مصر مستقل بسبب المصريين. وقال: «لا أحد يستطيع الضغط على مصر ويؤثر في مكانتها طالما كان المصريون متحدين». في غضون ذلك، أُحيل مدير إحدى المدارس في محافظة دمياط (شمال مصر) على التحقيق، على خلفية تعليقه لافتة توجه المدرسين لتحرير توكيلات لدعم السيسي في انتخابات الرئاسة. وقالت النائبة البرلمانية عن المحافظة إيفيلين متى في بيان أمس: «لن نسمح بمخالفة قواعد الهيئة الوطنية للانتخابات، احتراماً للدستور والقانون»، ووجه المرشح الرئاسي المحتمل خالد علي اتهامات إلى أجهزة الدولة بإجبار الموظفين على تحرير التوكيلات لدعم السيسي واستخدام الرشاوى المالية، في وقت يتعرض مؤيدوه الى مضايقات.