تبادل تجار وإعلاميون الاتهامات في مؤتمر صحافي في ختام منتدى جدة التجاري الثاني، أمس، بشأن المسؤولية عن ارتفاع الأسعار، ومدى تلاعب التجار فيها، وتجييش الرأي العام.وكان التناول الصحافي لمشكلة ارتفاع الأسعار أحد محاور المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب الجلسة الأولى للمؤتمر في يومه الأخير، وضم رجلي الأعمال عبدالله بن زقر وحسين أبو داود ورئيسة المنتدى نشوى طاهر، التي اتهمت الإعلاميين بعدم الشفافية في مناقشة القضايا المتعلقة بالتجار وأسعار السلع الاستهلاكية. واعترفت طاهر في الوقت ذاته بعدم وجود الشفافية التي تنادي بها لدى التجار ورجال الأعمال وقالت: «يجب على الصحافي أن يعرض علينا ما سيكتبه من تصريح يحصل عليه من التجار!»، مضيفة: «كما أن الطالب يراجع إجاباته في الامتحان فإن على الصحافيين إن يتيحوا لنا مراجعة التصريحات التي يتم أخذها منهم وإعطاء التاجر نسخة من التسجيل». وتابعت: «الصحافة لا تقوم بعرض ما ستنشره للتاجر، حتى يطلعوا على ما يتم نشره». وأثارت تصريحات طاهر حفيظة عدد كبير من الإعلاميين المتواجدين في المؤتمر، مؤكدين رداً على طاهر «انه حتى نظام المطبوعات الذي يسير وفقاً له الإعلام السعودي لم يتضمن هذه الشروط الغريبة». وبررت طاهر مطلبها بأن «الصحافة دائماً ما تركز على السلبيات وتغفل الجانب الإيجابي، وتتحدث عن رفع الأسعار»، متهمة الإعلام بعدم الشفافية. من جانبه، وصف رجل الأعمال حسين ابو داود، الاتهامات الموجهة إلى رجال الأعمال والتجار بأنهم يستغلون الأوضاع لرفع أسعار السلع والحصول على مكاسب فاحشة بأنه «اتهامات في جزء كبير منها غير دقيقة»، نافياً وجود أي لوبي للتجار او اتفاق لرفع الأسعار، معتبراً أن زيادة الأسعار عند الزيادة في الرواتب وخلافة تكون ب «الصدفة»، بسبب ارتفاع تكاليف الشحن العالمية وأسعار البترول وخلافها من العوامل التي تؤدي بالتاجر إلى محاولة إحداث توازن بين التكاليف والمكاسب. وعلى رغم دفاع أبو داود عن التجار، إلا أنه قال إن «هناك تجاراً متلاعبين»، وطالب بتطبيق أقصى العقوبات التي بنص عليها النظام عليهم، بحيث تكون هذه العقوبات عامل ردع لأمثالهم من التجار المتلاعبين، متوقعاً ان تسهم الظروف العالمية وأسعار البترول وعوامل كالتضخم في رفع الأسعار بشكل مستقبلي بحيث لا تستطيع الدول السيطرة عليها. كما نفى رجل الأعمال عبدالله بن زقر، وجود أي اتفاق مسبق بين التجار لرفع الأسعار، مشدداً على ان عامل «الصدفة» وحده هو من أسهم في تزامن ارتفاع الأسعار مع الزيادات والرواتب الإضافية وقال: «التجار غير معصومين من الخطأ والتلاعب، ولكن إلصاق هذا الاتهام بالتجار الملتزمين هو الأمر الذي نرفضه ولا نسوغه للإعلام الذي يجب أن يكون متوازناً في طرحه».