تحولت جلسات منتدى جدة التجاري في يومه الأخير إلى هجوم على الإعلام وأساتذة الاقتصاد حيث شن الخبير التجاري عبدالله بن زقر هجوماً عنيفاً على الإعلام مؤكداً أنه أحد الأسباب الرئيسية في التحريض على التجار، وأكد أن التاجر يسير بجانب الحائط وليس له حيلة لأنه بات الحلقة الأضعف من وجهة نظر الكثيرين. وأضاف: الصحافة تتهمنا، دون أن يسمعوا رأينا أو يحققوا العدالة بعرض وجهتي النظر، فهم يكتفون فقط بالاتهامات التي توجه إلينا، ولا أحد يهتم بتوعية الناس والكشف عن كل أسباب ارتفاع الأسعار، والمخجل أن بعض من يكتبون وينتقدون أساتذة في الاقتصاد، مؤكداً معرفتهم كتجار بأن الاقتصاد واضح ولا علاقة لهم بالسياسة لكن هناك من يرى فرض بعض الأفكار الاشتراكية التي لا أساس لها في الاقتصاد السعودي الحر. واستهجن بن زقر المبالغة في الحديث عن أرباح التجار. وقال: كثيرون لا يعرفون أن أرباح الكثير من السلع لا تتجاوز 01% فقط، في حين نسمع كلامهم عن الجشع والتربح وأشياء كثيرة. واستحوذت جلسة تأثير الأسعار على تكاليف المعيشة في المملكة العربية السعودية التي أدراها الدكتور محمد نجيب غزالي خياط على اهتمام رواد المنتدى التجاري، وشارك فيها وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون المستهلك صالح الخليل والخبير التجاري عبدالله بن زقر، وأوصت وزارة التجارة المستهلك بضرورة الإبلاغ عن المخالفات التجارية وحالات المغالاة في الأسعار حتى يتم ضبط المتلاعبين من التجار، والاهتمام بترشيد الاستهلاك والعمل على رفع مستوى الثقافة الاستهلاكية. وفي ورقة وكيل وزارة التجارة والصناعة المساعد لشؤون المستهلك صالح بن موسى الخليل التي قدمها نيابة عنه عطية الزهراني مدير فرع وزارة التجارة بمحافظة جدة، أكد أن المملكة تتميز بوفرة الخيارات المتعددة للأصناف من السلعة الواحدة ولذا يتطلب من المستهلك أن يبادر إلى الاختيار بين الأصناف المتعددة للحصول على الجودة والسعر المناسب، وعلى المستهلك الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الوزارة ومن ذلك مؤشر الأسعار ومركز التفاعل مع المستهلك للإبلاغ عن المخالفات التجارية بما في ذلك المغالاة في الأسعار. وطالب بعدم التأثر والانسياق خلف الإعلانات المضللة للسلع وأهمية التأكد من اختيار السلع المضمونة ( خدمات ما بعد البيع) مثل الصيانة وتوفير قطع الغيار، والاهتمام بترشيد الاستهلاك والعمل على رفع مستوى الثقافة الاستهلاكية. وعزا وكيل وزارة التجارة سبب ارتفاع الأسعار الى كون المملكة بلد مستورد لمعظم احتياجاتها من السلع الغذائية ولذا تتأثر بأي تغير يطرأ على الأسعار في السوق العالمي. في المقابل أكد الدكتور محمد خياط أن هناك مؤشرات كثيرة تتحكم في غلاء الأسعار أهمها عملية التضخم، وأكد أن المؤشرات تقول إن بعض السلع والخدمات زادت بنسبة 39% وأن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت ارتفاع الأسعار في بعض السلع ببعض القطاعات، وهو الأمر الذي دفع المستهلك لحالة من عدم الرضا والشعور بحدوث غلاء في المعيشة.