تكثفت الاجتماعات الدولية حول ليبيا وعقدت لقاءات في سفارة الجامعة العربية في باريس بين المبعوث الاميركي الى ليبيا ديفيد ساترفيلد ونظيريه الفرنسي دوني غووير والبريطاني جوناثان باول ومبعوث الجامعة العربية ناصر القدوة، بحضور سفير الجامعة العربية بطرس عساكر. كما التقى القدوة في مقر الرئاسة الفرنسية، ايمانويل بون، مستشار الشؤؤن العربية للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وأتى ذلك غداة استقبال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاسبوع الماضي زعيم تحالف القوى الوطنية الليبي محمود جبريل، فيما التقى المبعوث الفرنسي غويير علي زيدان، رئيس الحكومة السابق. والتقى رئيس بعثة الاممالمتحدة الى ليبيا طارق متري المبعوثين الفرنسي والاميركي والبريطاني. ووصل القدوة الى باريس آتياً من الجزائر حيث شارك في مشاورات لدول الجوار الليبي الى جانب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومسؤولين افارقة وعرب. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان دولاً عدة باتت ترسل مبعوثين خاصين لليبيا من دون تكليفهم مهمة معينة، في حين ان المشاورات التي تجري بين الجامعة العربية والاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي، تهدف الى البحث عن ايجاد حل للازمة الليبية. واعتبرت المصادر ان عدداً قليلاً من الدول العربية وفي مقدمها السعودية والامارات وقطر، تملك هامش تحرك اكبر لأنها تدرك ما يجري داخل ليبيا، وذلك على رغم تباين مواقفها، بين تأييد نوع من الائتلاف بين التيارات الاسلامية، او مساندة التيارات الليبيرالية والمحافظة. وترى الاوساط المعنية بالمشاورات ان قضية اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر، أثارت بعض الاهتمام من جانب الليبيين خصوصاً في الشرق حيث تتصاعد الدعوات الى اسكات «انصار الشريعة»، كما حظي حفتر بتأييد من ضباط متقاعدين في الجيش الليبي، لا يملكون وسائل تأثير كبيرة، كون العقيد معمر القذافي نزع كل امكانات الجيش. وتعتقد بعض الدوائر الخارجية ان في إمكان حفتر اعادة اطلاق هذا الجيش، ولو انه لم يتمكن الى الآن، من القضاء على «انصار الشريعة» المنظمين في شكل كبير. وأشارت المصادر الى ان هناك حكومتين في ليبيا يرأسهما عبدالله الثني واحمد معيتيق، وتوقعت ان تستمر هذه الازدواجية حتى الانتخابات المقررة في 25 حزيران (يونيو) المقبل. ويبدو ان ثمة عدم يقين لدى المعنيين بالوضع في ليبيا، اذ لا تعرف الجهات الدولية ما الذي يمكن ان تقوم به لحل الازمة. وعن مشكلة النفط الليبي وبقاء الانتاج في مستوى 250 الف برميل يومياً، قالت المصادر ان حكومة الثني كانت وعدت بدفع مرتبات للميليشيات التي تحاصر المنشآت النفطية، والى ان يتم ذلك فإن المنشآت ستبقى محاصرة.