سرت مخاوف في ليبيا أمس، من تمدد مواجهات بنغازي إلى العاصمة طرابلس حيث أقدمت مجموعات مسلحة على احتلال مبانٍ تابعة لمقر المؤتمر الوطني (البرلمان)، في هجوم ربطه مراقبون بمحاولة دعم القوات التابعة للعقيد المتقاعد في الجيش خليفة حفتر في حربه على الميليشيات الإسلامية في بنغازي. وأعلن حفتر في مؤتمر صحافي إصراره على المضي في ما وصفه بالحرب على «الإرهاب» في المدينة، ضد قوات الثوار المحسوبة على الإسلاميين، وحلفائها في تنظيم «أنصار الشريعة» المتشدد. وأسفرت مواجهات بنغازي منذ يوم الجمعة الماضي، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأفاد شهود بأن إطلاق نار كثيفاً سمع قرب مقر المؤتمر في جنوبطرابلس. وفي وقت تبنت قوات حفتر الهجوم على البرلمان، أبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن مسلحين تابعين لميليشيات الزنتان وكتيبتي «القعقاع» و «الصواعق» المناهضتين للإسلاميين، تمكنوا من احتلال منطقة «قصور المؤتمر» التي تضم مباني إدارية للبرلمان. وأضافت المصادر أن المسلحين اقتادوا بعض الموظفين في المؤتمر إلى وجهة مجهولة، واشتبكوا مع حرسه، لكن لم يسجل سقوط قتلى أو جرحى. وأتى الهجوم بعد ساعات قليلة من رفع جلسة للبرلمان نتيجة عدم اكتمال النصاب في حضور 50 نائباً فقط. وكانت الجلسة مخصصة لمناقشة الأحداث في بنغازي وتشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة أحمد معيتيق. وسبق الهجوم على مقر المؤتمر، دخول قافلة مدرعة إلى طرابلس من طريق المطار الذي تسيطر عليه ميليشيات الزنتان. في غضون ذلك، اتجهت الأنظار إلى القاهرة حيث أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تكليف ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني السابق، مهمة تمثيله ل «القيام بالمشاورات والاتصالات اللازمة مع مختلف الأطراف الليبية والعربية والإقليمية والدولية المعنية، بهدف وضع استراتيجية عربية شاملة لمساعدة الأشقاء الليبيين على تحقيق المصالحة الوطنية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة بما يحقق تطلعات الشعب الليبي بجميع مكوناته وأطيافه». واجتمع الأمين العام للجامعة العربية مع وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز أول من أمس، في حضور القدوة، واستعرضوا تطورات الأوضاع في ليبيا. وأكد عبدالعزيز استعداد الحكومة الليبية للتعاون التام مع الجامعة من أجل تسهيل هذه المهمة وإنجاحها، ورحّب بعزم القدوة زيارة ليبيا خلال الأيام القليلة المقبلة. وصرح عبدالعزيز بأن القدوة سيتشاور مع كل النخب السياسية في ليبيا والأحزاب السياسية والحكومة والمؤتمر الوطني العام وقيادات القبائل ومنظمات المجتمع المدني والحكماء، وقال إن الزيارة إما تتم عقب تشكيل الحكومة أو قبل ذلك. وكان القدوة أجرى جولة مشاورات في القاهرة، والتقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، وعدداً من سفراء الدول العربية والأجنبية المعنية بالشأن الليبي، خصوصاً سفراء دول الجوار الليبي، وذلك لتبادل وجهات النظر والاطلاع على الرؤى المختلفة لبلورة تحرك عربي مشترك. وكان فهمي استقبل عبدالعزيز أول من أمس، وجرى تناول مسار العلاقات الثنائية بين مصر وليبيا في مختلف جوانبها، وتطورات الأوضاع السياسية والأمنية الداخلية في ليبيا، بما في ذلك أوضاع المصريين هناك.