فرض الفراغ الحكومي المتواصل في لبنان منذ أكثر من 15 أسبوعاً، نتيجة عدم تمكن الأكثرية الجديدة من الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، عدداً من التحركات السياسية والنيابية والشعبية والنقابية، إما تداركاً لانعكاسات هذا الفراغ على بعض المؤسسات وإما احتجاجاً على حال الجمود والفراغ الحكومي وانعكاسها على القطاعات الاقتصادية كافة. وكرّست دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري هيئة مكتب البرلمان الى الاجتماع للتشاور مع لجنة الإدارة والعدل النيابية في إمكان التوافق على الدعوة الى جلسة نيابية تشريعية لإصدار قانون باستمرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في منصبه، بعد انتهاء ولايته آخر تموز (يوليو) المقبل، المخاوف من استمرار الفراغ الحكومي لأشهر أخرى. إلا أن الاجتماع لم ينته الى نتيجة بفعل التباين في وجهات النظر بين بري ومن يؤيده من الأكثرية الجديدة، والتي تعتبر أن مقتضيات الضرورة تتيح عقد الجلسة لأن الحكومة ستحضرها للتوافق على هذا التشريع وعلى إصدار قانون عفو عن بعض الجرائم لمعالجة الاكتظاظ في السجون، وبين ممثلي قوى 14 آذار في هيئة مكتب المجلس الذين اعتبروا أن الجلسة التشريعية غير ميثاقية في ظل وجود حكومة مستقيلة وأن الضرورة تتيح إصدار مرسوم بالتجديد للحاكم سلامة يوقعه 20 وزيراً (يتطلب التعيين أكثرية الثلثين في مجلس الوزراء) إضافة الى رئيسي الجمهورية والحكومة المستقيلة. وإذ تأجل البت في أي من الاجتهادات الى جلسة تعقد بعد 10 أيام، فإن قطاع التعليم الرسمي والخاص الثانوي والجامعي شهد أمس إضراباً تحذيرياً ليوم واحد احتجاجاً على الفراغ الحكومي واستمرار الجمود في مؤسسات الدولة. وحذرت هيئة التنسيق النقابية في قطاع التعليم بأن «صرختنا ستتبعها خطوات أخرى» مشيرة الى تصعيد مبرمج. وأطلقت دعوة اتحادات ونقابات النقل الى الإضراب العام والاعتصام اليوم للمطالبة بخفض سعر المحروقات مفاوضات جديدة بينهم وبين وزيرة المال في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن للتوصل الى قاسم مشترك، استمرت حتى ساعة متأخرة ليلاً، خصوصاً أن الإضراب سيشل البلد بالكامل. على الصعيد السياسي ينتظر أن يصل الى بيروت خلال نهاية الأسبوع الجاري مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان لإجراء محادثات مع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان وبري وميقاتي ومع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اذا كان موجوداً في لبنان لأنه ما زال خارج البلاد. وتتناول محادثات فيلتمان في بيروت التي يمضي فيها بضع ساعات الوضع في الشرق الأوسط في ضوء خطاب الرئيس باراك أوباما الذي يلقيه اليوم. من جهة ثانية، قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» إن وقائع مسيرة العودة التي نفذها فلسطينيون ولبنانيون في بلدة مارون الراس وإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي عليهم ما أدى الى سقوط 11 شهيداً وأكثر من 112 جريحاً دفعت بقيادة قوات الأممالمتحدة في الجنوب (يونيفيل) وبعض الدول الأوروبية المشاركة فيها الى التداول مع كبار المسؤولين في سبل تفادي تطور مواجهات كهذه وتأثيرها على عمل «يونيفيل» لأن تكرار الأمر قد يدفع ببعض الدول الى تغيير مهمة القوات الدولية ودورها أو خفض عديدها. وذكرت المعلومات أن الجانب اللبناني اعتبر أن التصرف العنيف والدموي من الجانب الإسرائيلي هو الذي تسبب بما حصل.