ذكرت مصادر رسمية أن مواجهات وأعمال عنف اندلعت في سجن الزكي في سلا المجاورة للعاصمة الرباط ليل أول من أمس. وجاء في بيان رسمي أن معتقلين ينتسبون الى ما يُعرف بتنظيم «السلفية الجهادية» احتجزوا خمسة مستخدمين وهاجموا حراس السجن في سابقة خطرة، ما أدى الى إصابة أعداد من المعتقلين بجروح متفاوتة الخطورة، نُقلوا على أثرها الى المستشفى. ووصف البيان ذلك التصرف ب «عنف غير مسبوق» استُخدمت فيه قضبان حديد وحجارة اقتُلعت من جدار السجن لمهاجمة الحراس، قبل أن تتدخل قوات الأمن لمعاودة فرض السيطرة على الوضع. وكان السجن عرف تمرداً قاده نحو أربعين معتقلاً، احتلوا سطح السجن، ورفضوا النزول، مطالبين الاستفادة من العفو على غرار معتقلين سياسيين شملتهم إجراءات الانفتاح. ولم تجد محاولات أقدمت عليها إدارة السجن في ثنيهم عن التهديد بالانتحار من أعلى سطح السجن. وتُعتبر هذه هي المرة الثانية التي يحدث فيها هذا الانفلات في أقل من شهر لكن أحداث أول من أمس أكثر عنفاً ما اضطر إدارة السجن الى الاستعانة بقوات الشرطة من خارج المعتقل. وفيما كانت الأحداث تتلاحق داخل السجن في اعتصام مفتوح للمطالبة بالإفراج عن ذويهم، وطوقت قوات الأمن كافة المعابر المؤدية الى السجن، بعد أن شُلّت حركة المرور. غير أن المصادر أكدت أن استخدام المياه لم ينفع في تغيير موقف المعتصمين داخل السجن، ما اضطر قوات الأمن الى استخدام الرصاص المطاطي الذي قد يكون تسبب في سقوط أحد المعتقلين من أعلى السطح. واستمرت الأوضاع على هذه الحال أكثر من 12 ساعة حتى الساعات الأولى من فجر أمس، بعد بدء مفاوضات قادها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومندوبة السجون مع المعتقلين. ولاحظت المصادر أن اندلاع المواجهات داخل سجن الزكي، الذي يؤوي أكبر عدد من المعتقلين المدانين على خلفية الهجمات الانتحارية في الدارالبيضاء عام 2003، تزامن وتخليد ذكرى الحدث الإرهابي. ويقول عدد من المعتقلين أنهم أبرياء ويطالبون بمعاودة محاكمتهم وإطلاق سراحهم. وقالت «جمعية النصير» لمساندة معتقلي السلفية الجهادية إن ذلك السجن يضم أكثر من مئتي سجين ينتسبون الى هذا التنظيم. ورأت أن احتجاجاتهم جاءت على خلفية إقدام إدارة السجن على حرمانهم من بعض المكتسبات مثل الهاتف الخليوي والإنترنت. ولاحظت المصادر أن بعض المعتقلين استخدموا هذه الآلات لبث أشرطة مصورة على الإنترنت عرضت أوضاعهم وظروف اعتقالهم وتعرضهم الى التعذيب. وأوضحت مصادر قريبة الى المعتقلين أن إدارة السجن قد تكون حاولت «الاعتداء على سجين سبق له أن سجل شريطاً مصوراً، ما حدا بزملائه المعتقلين الى التضامن معه بهذه الطريقة». وذكرت وكالة المغربي العربي للأنباء أن «قوات الأمن تدخلت من أجل إعادة النظام»، مضيفة أن «ثمانية أفراد من قوات الأمن وحراساً بالسجن أصيبوا بجروح طفيفة خلال هذا التدخل». الى ذلك تبدأ كتل نيابية في زيارة ما يُعرف ب «معتقل تمارة» الذي يؤوي إدارة الاستخبارات المعروفة بحماية التراب الوطني، وذلك على خلفية انفجار جدل واسع النطاق حول مسؤولية الجهاز في اعتقال المتورطين، ويقول مسؤولون مغاربة إن ذلك المعتقل لا وجود له، وإن البيان ذات طابع وظيفي صرف. إضافة الى أن القوانين ترد عليها مثل أي إدارة أخرى. وكان الشيخ محمد الفيزازي أحد شيوخ السلفية الجهادية، استفاد الى جانب معتقلين آخرين من نفس التنظيم من عفو أصدره العاهل المغربي الملك محمد السادس الشهر الماضي، في سياق مبادرة كان يعول أن تشمل أعداداً من المعتقلين المنتسبين الى تنظيمات إسلامية متشددة. بيد أن تعرض مطعم «أركانة» المطل على ساحة جامع الفنا في مراكش الى تفجير إرهابي أودى بحياة ما لا يقل عن 17 ضحية في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، أرجأ النظر في تنفيذ تلك الخطة في ظل تزايد المخاوف من تكرار الهجمات الإرهابية، بخاصة أن معتقلين سابقين كانوا استفادوا من العفو، عاودوا الانضمام الى تنظيمات متطرفة ومارسوا أعمالاً إرهابية.