دمشق، نيقوسيا، «الحياة»، أ ف ب - استمر التوتر مخيماً على مدينة تلكلخ السورية القريبة من حمص (وسط) حيث ذكر شاهد عيان أمس أن الدبابات تقصف البيوت، مؤكداً سقوط العديد من القتلى والجرحى، فيما أفاد ناشط حقوقي أن أهالي درعا (جنوب سورية) اكتشفوا الاثنين مقبرة جماعية، مشيراً الى ارتكاب السلطات مجزرتين في بلدتي انخل وجاسم المتجاورتين. يأتي ذلك فيما استقبل الرئيس بشار الأسد أمس وفداً من أهالي درعا بحث معه في «الأجواء الإيجابية» نتيجة تعاون الأهالي والجيش كما ذكر بيان رئاسي. وذكر رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» عمار قربي لوكالة «فرانس برس» أن «أهالي درعا اكتشفوا صباح الاثنين مقبرة جماعية» في المدينة. وأضاف قربي أن السلطات السورية «سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من أخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها». وأعلنت المنظمة في بيان نقلاً عن بعض السكان في بلدتي انخل وجاسم المجاورتين لدرعا أن «السلطات السورية نفذت مجزرتين مروعتين بحق السكان هناك». وأورد البيان لائحة بأسماء 13 قتيلاً في جاسم و21 قتيلاً في انخل، قالت انهم قتلوا «خلال الأيام الخمسة السابقة». وأعربت المنظمة عن تخوفها «من وجود عشرات آخرين ما زالت جثامينهم منتشرة في حقول القمح وبين الأشجار حيث لم يستطع الأهالي حتى الآن الوصول إليها بسبب التطويق الأمني للمنطقة وانتشار القناصة في المكان». وتزامن ذلك مع استقبال الرئيس الأسد أمس وفداً من أهالي درعا تناول «الأحداث التي شهدتها المدينة والأجواء الإيجابية السائدة حالياً هناك نتيجة للتعاون بين الأهالي والجيش والخطوات الإصلاحية الجارية في البلاد وآفاقها» بحسب بيان رئاسي. وأصدرت وزارة الداخلية السورية أمس التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي المتعلق ب «تنظيم حق التظاهر السلمي»، كما مددت الى 22 الشهر الجاري المهلة المعطاة للذين يسلمون أنفسهم لإعفائهم من التبعات القانونية. وفي تلكلخ استمر التوتر مخيماً على المدينة، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن شاهد عيان أن «الدبابات تقصف البيوت باتجاه حي الأكراد»، كما أشار الى «إطلاق الأعيرة النارية الرشاشة». وذكر أنه «لا يمكن أحداً الخروج وإسعاف الجرحى الذين سقطوا» ولفت الى وجود «جثث في براد مشرحة المستشفى منذ ثلاثة أيام لم يتمكن أهلها من دفنها». وأضاف إن «الجيش يحاصر تلكلخ حيث تجري حملات مداهمة واعتقالات». وتابع إن «الدبابات انتشرت أمام الفرن الآلي الذي تعطل عن العمل منذ ثلاثة أيام وأمام جامع عثمان بن عفان في حي البرج». وكان ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه أكد «ارتفاع حصيلة القتلى في تلكلخ الأحد الى عشرة» سقطوا بنيران رجال الأمن إثر اقتحام الجيش للمدينة، فيما شيع الجيش 3 من جنوده قتلوا الأحد في المنطقة. وفي غضون ذلك، واصل سوريون العبور الى الأراضي اللبنانية هرباً من أعمال العنف في منطقة تلكلخ، حيث وصل أمس الى شمال لبنان المئات عبر طرق جبلية وعرة. الى ذلك، أصدرت أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية بياناً أعلنت فيه مبادرة لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، داعية الى «حوار وطني شامل وجاد» بين مجمل المكونات الوطنية. واعتبر البيان «النهوض الجماهيري السلمي» يهدف الى «إنهاء حال الاستبداد وحكم الحزب الواحد وإنهاء احتكار السلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، وتحقيق الشراكة الحقيقية لكل المواطنين في إدارة شؤون البلاد».