دمشق، عمان، الدبابية، وادي خالد، نيقوسيا، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أفاد ناشط حقوقي أن أهالي درعا اكتشفوا الاثنين مقبرة جماعية في المدينة التي انطلقت منها موجة الاحتجاجات ضد النظام السوري، فيما ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية أن النظام السوري بات يلاحق أقارب المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين. وتم أمس تشييع 3 جنود سوريين قتلوا في تلكلخ، فيما استمر وصول سوريين الى شمال لبنان هرباً من أعمال العنف. وذكر رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» عمار قربي لوكالة «فرانس برس» عبر اتصال هاتفي: «اكتشف الأهالي صباح الاثنين مقبرة جماعية في درعا البلد». وأضاف قربي أن السلطات السورية «سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من أخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها». وأعلنت المنظمة في بيان أصدرته الاثنين نقلاً عن بعض السكان في بلدتي انخل وجاسم المجاورتين لدرعا «أن السلطات السورية نفذت مجزرتين مروعتين بحق السكان هناك». وأورد البيان لائحة بأسماء 13 قتيلاً في جاسم و21 قتيلاً في انخل، قالت إنهم قتلوا «خلال الأيام الخمسة السابقة». وأعربت المنظمة عن تخوفها «من وجود عشرات آخرين ما زالت جثامينهم منتشرة في حقول القمح وبين الأشجار حيث لم يستطع الأهالي حتى الآن الوصول إليها بسبب التطويق الأمني للمنطقة وانتشار القناصة في المكان». الى ذلك، ذكر ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه «ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة تلكلخ الى عشرة»، وذلك بعدما نقل ناشط حقوقي عن شهود عيان «مقتل 7 أشخاص على الأقل بينهم امرأتان قتلوا الأحد بعد أن اقتحم الجيش السوري مدينة تلكلخ». وأورد الناشط لائحة بأسماء القتلى السبعة، مشيراً الى أنها «تشمل الذين عرفت أسماؤهم» فقط. وأكد الناشط «سماع دوي أعيرة نارية وإطلاق قذائف الاثنين في منطقة جبل العريضة المتاخمة لتلكلخ» بعد اقتحام القوات السورية. وأضاف أن «الجيش ما زال مسيطراً على أغلب أحياء تلكلخ» حيث يسود «هدوء نسبي». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أنه تم الاثنين تشييع «جثامين 3 شهداء من الجيش استشهدوا برصاص عناصر إجرامية مسلحة امتهنت التهريب والقتل في منطقة تلكلخ في حمص، الى مدنهم وقراهم». وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) ذكرت أن خمسة جنود قتلوا في مواجهات مع جماعات مسلحة في تلكلخ. وذكر ناشطون في حقوق الإنسان أن 15 دبابة سورية على الأقل انتشرت ليل أول من أمس حول بلدة قرب معبر جسر القمار الحدودي مع شمال لبنان. وفي بانياس، أشار ناشط آخر الى «وجود نقص في المواد الغذائية في بانياس خصوصاً الخبز والأدوية»، لافتاً الى «إغلاق معظم المحال التجارية». وتابع إن «عناصر الجيش تمنع التنقل بين الأحياء». وأشار الى اعتقال «الأطباء الذين قاموا بعلاج الجرحى في المستشفى». وأفاد أن «الإعلان عن انسحاب الجيش من المدينة ليس إلا كذبة كبيرة»، معتبراً أن «السلطات نصبت فخاً تريد من خلاله الإيقاع بالمتوارين للإمساك بهم عند خروجهم». ومن جهة ثانية، أفاد رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أن «السلطات السورية أطلقت مئات المعتقلين الاثنين بعد أن وقعوا على تعهد بيان الداخلية بعدم التظاهر». كما أعلن رئيس «المركز السوري للدفاع عن المعتقلين وحرية التعبير» المحامي خليل معتوق أن «قاضي التحقيق الثاني في دمشق أصدر قراراً بترك الناشطة دانا الجوابرة وإطلاق سراحها مباشرة من دون كفالة». وكانت السلطات السورية اعتقلت الجوابرة في 1 أيار(مايو) من منطقة المزة في دمشق. كما أفاد رئيس «اللجنة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان» رديف مصطفى أن «22 شخصاً أحيلوا الى قاضي التحقيق في القامشلي بتهم تتعلق بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتظاهرات والشغب». وأشار الى أن القاضي أمر إثر ذلك «بإخلاء سبيل 12 موقوفاً والإبقاء على العشرة الباقين»، لافتاً الى أن الموقوفين ينتمون الى مختلف أطياف المجتمع. الى ذلك، أفادت «هيومن رايتس ووتش» الأميركية للدفاع عن حقوق الإنسان أن النظام السوري بات يلاحق أقارب المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين. وقالت سارا ليا ويتسون مديرة المنظمة في الشرق الأوسط في بيان الأحد أن «حال الطوارئ ربما رفعت رسمياً إلا أن القمع لا يزال السائد في شوارع سورية». ولفتت الى اعتقال وبحسب قوات الأمن السورية اعتقلت في بعض الحالات أقارب أو جيران لمعارضين لنظام حزب البعث بهدف معرفة مكان وجودهم، لافتة الى أن عدداً كبيراً من الناشطين قرروا إخفاء عائلاتهم. الى ذلك، وصل الى شمال لبنان أمس مئات المواطنين السوريين الهاربين من أعمال العنف في بلادهم، عبر طرق جبلية وعرة، بحسب ما أفاد المحامي اللبناني خالد عيسى الذي تطوع لمساعدتهم في بلدة الدبابية في قضاء عكار في شمال البلاد. وقال عيسى إن «أكثر من ألف شخص وصلوا ليلاً» الى الدبابية الواقعة على مسافة نحو 30 كلم من معبر البقيعة غير الرسمي الذي سلكه آلاف السوريين خلال الأسابيع الماضية للوصول الى لبنان. وعمل عيسى مع غيره من المتطوعين على تأمين نقل عدد كبير من النازحين في باصات وسيارات الى بلدة البيرة الواقعة على بعد 15 كيلومتراً. وقال رئيس بلدية البيرة إبراهيم مرعب إن «أكثر من 300 شخص» من الذين عبروا ليلاً الى لبنان «وصلوا اليوم (أمس) الى البيرة حيث استقروا في منازل عدة، وهم يتلقون المساعدات من البيرة والبلدات المجاورة». وعبر آلاف السوريين خلال الأسابيع الماضية الى شمال لبنان عبر معبر البقيعة غير الرسمي واستقروا خصوصاً في منطقة وادي خالد المحاذية للمعبر عند أقارب وأصدقاء. الى ذلك، تجمع أمس عشرات السوريين قرب معبر البقيعة مطالبين ب «إسقاط النظام» في بلادهم ومنددين بأعمال العنف التي تقوم بها السلطات السورية لقمع الاحتجاجات. ورفض المشاركون في التظاهرة الإدلاء بأسمائهم، مؤكدين أنهم يخافون «على أقرباء لهم لا يزالون» في سورية. وبدت حركة العبور أمس من الأراضي السورية الى لبنان عبر معبر البقيعة الذي شهد بين الجمعة وصباح الأحد وصول مئات السوريين الهاربين من أعمال العنف، خفيفة جداً. وأوضح السوريون المشاركون في التظاهرة التي ما لبثت أن تفرقت، أن تلكلخ محاصرة من القوات السورية، وأن «الناس الذين يفرون منها يخرجون من منازلهم ليلاً عبر البساتين» ويتوجهون الى الحدود.