عثر سكان درعا أمس على مقبرة جماعية في المنطقة وأعلن عن قيام السلطات السورية بمجزرتين في ريفها، فيما ناقش الرئيس السوري بشار الأسد مع وفد من أهالي درعا الأحداث التي شهدتها المدينة ومحافظتها. في هذا الوقت، تحدثت مصادر رسمية عن مقتل عنصرين من الجيش في تلكلخ المجاورة لحمص (وسط). بينما تشتد اللغة الدبلوماسية الأمريكية حيال سلوك دمشق، حيث اتهم البيت الأبيض أمس سورية بتشجيع المتظاهرين في الجولان في مسعى «لحرف الأنظار» عن قمع التظاهرات المناهضة للنظام، واعتبر أن «مثل هذا السلوك غير مقبول»، وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي «اكتشف الأهالي وجود مقبرة جماعية في درعا البلد»، الواقعة في الجنوب والتي منها انطلقت موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها البلاد ضد النظام السوري. وأضاف قربي أن السلطات السورية «سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من أخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها». وأعلنت المنظمة في بيان أصدرته نقلا عن بعض السكان في بلدتي انخل وجاسم المجاورتين لدرعا أن «السلطات السورية نفذت مجزرتين مروعتين بحق السكان هناك». وفي مدينة تلكلخ القريبة من حمص (وسط)، أفاد شاهد عيان أن «الدبابات تقصف البيوت السكنية باتجاه حي الأكراد»، كما أشار إلى «إطلاق الأعيرة النارية الرشاشة» التي سمع دويها. وأضاف الشاهد أن «الجيش يحاصر مدينة تلكلخ حيث تجري حملات مداهمة واعتقالات». ولفت إلى «انتشار الدبابات أمام الفرن الآلي الذي تعطل عن العمل منذ ثلاثة أيام وأمام جامع عثمان بن عفان في حي البرج». وفي بانياس (غرب)، أشار ناشط إلى «وجود نقص في المواد الغذائية في المدينة الساحلية وبخاصة في مادة الخبز والأدوية»، لافتا إلى «إغلاق معظم المحال التجارية». من جهتها، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان أن النظام السوري بات يلاحق أقارب المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين. هذا ووصل إلى لبنان خلال الساعات الماضية مئات المواطنين السوريين الهاربين من أعمال العنف في بلادهم، عبر طرق جبلية وعرة، بحسب ما أفاد المحامي اللبناني خالد عيسى الذي تطوع لمساعدتهم في بلدة الدبابية في قضاء عكار في شمال البلاد. وقال عيسى إن «أكثر من ألف شخص وصلوا» إلى الدبابية الواقعة على مسافة حوالى 30 كيلو مترا من معبر البقيعة غير الرسمي الذي سلكه آلاف السوريين خلال الأسابيع الماضية للوصول إلى لبنان.