يعلق أنصار نادي الاتحاد كافة آمالاً عريضة على تصحيح وضع فريقها الأول لكرة القدم فنياً في منافستي دوري أبطال آسيا وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، من خلال المدرب البلجيكي ديمتري دافيدفيتش الذي يسعى لاستعادة «هيبة» الفريق الفنية وثقة لاعبيه مع تقديم المستويات الرائعة المعيدة للأذهان إلى أعوام مضت مقرونة بالإنجازات العريضة، بعد أن تعاقد الفريق مع البرتغاليين مانويل جوزيه وتوني أوليفيرا في فترتين سابقتين من استحقاقات الموسم الحالي خرج منها الفريق الاتحادي خالي الوفاض. وتربط «العميد» بالمدرب ذات الأصول الصربية قصص نجاح متبادلة بمداد من ذهب، سمي ديمتري حينها ب «الداهية»، ويوصف الاتحاد بعد ذلك ببطل الثلاثية والرباعية عقب حقبة من العجاف انحرم معها الجمهور الاتحادي من تذوق طعم البطولات، وتتمثل قصة نجاح ديمتري في أنه صنع من الاتحاد فريقاً بطولياً متمرساً في حصد الذهب، ففي عام 1996 كان تعاقد الاتحاد الأول معه في عهد إدارة طلعت لامي ليحرز ثلاث بطولات كأول فريق سعودي يحقق ألقاب كأس الاتحاد وكأس ولي العهد والدوري السعودي، واختير المدير الفني العجوز الذي يبلغ من العمر 67 عاماً أفضل مدرب في ذلك العام، وتعاقد معه نادي الشارقة الإماراتي ليجلب له بطولتي كأس رئيس الدولة ودوري الإمارات، وعاد بعدها إلى الاتحاد في عام 1988، وأحرز معه أربع بطولات كسر بها الرقم القياسي السابق، عندما توج ببطولات كأس الاتحاد والخليجية والآسيوية ودوري خادم الحرمين الشريفين، وطاف ديمتري البلدان العربية مدرباً من 2000 حتى 2007، ولم يستطع تحقيق البطولات، وان كان الأهلي المنافس التقليدي للاتحاد تعاقد معه في 2001 وأقيل بعد مرور شهرين لاختلافات بين الطرفين على رغم أن ديمتري حقق معه لقب دورة الصداقة، وفي العام نفسه اختلف مع إدارة نادي الاتحاد وتم إنهاء عقده قبل أن يتعاقد الأهلاويون معه. وعاد للمرة الرابعة إلى الاتحاد في 2007 في عهد إدارة منصور البلوي خلفاً للمدرب خليلوفيتش، واستطاع أن يكسب ديمتري بفرقته لقاء وفاق سطيف الجزائري في البطولة العربية بثلاثة اهداف في ظروف النقص العددي لطرد سعود كريري من الدقائق الأولى لتلك المباراة، على رغم أن الفريق خسر في سطيف برباعية مع خليلوفيتش في مواجهة الذهاب، ورفض أن تنتهي مرحلة تدريبه إلا بتحقيق لقب غال بالتتويج بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين من أمام الهلال في ملعب الملك فهد الدولي بهدفين سجلهما المدافعان أسامة المولد وحمد المنتشري. وتأتي عودة ديمتري المرة الخامسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسط تطلعات لإذاقة الهلال مرّ الخسارة في دور ال 16 من دوري أبطال آسيا عشية ثلثاء ال 24 من أيار «مايو» الجاري، على أن تكون مواجهة النصر الجمعة المقبل في محترفي زين كبروفة ساخنة قبل «الكلاسيكو» كون الاتحاد فقد لقب الدوري، مع تطلعات أخرى تكمن في لقب الأندية الأبطال بخاصة أن المدرب البلجيكي الذي أحرز 14 بطولة نصفها مع الاتحاد يهوى اصطياد البطولات الختامية في الموسم، يمتاز بقوة الشخصية وخلق الحماسة في نفوس اللاعبين، واللعب الدفاعي المصحوب بالتسجيل العالي للأهداف في مرمى المنافسين، مع إجادته للقراءة الفنية والتعامل الذكي مع أحداث المواجهات الحاسمة. وكان ديمتري وصل للمرة الخامسة في عهد إدارة إبراهيم علوان صباح أمس (الأحد) إلى جدة ليشرف على الفريق اعتباراً من اليوم، مؤكداً أن فريق الاتحاد قوي وصعب، وأن لاعبيه لا يقهرون، مشيراً إلى أن لاعبي الفريق يملكون من الروح العالية ما يؤهلهم لتحقيق الانتصارات. وقال: «سعيد بتواجدي في السعودية للمرة الخامسة، في الفريق القوي الذي لا يقهر ولدى لاعبيه الروح العالية التي تقودهم نحو الفوز في المباريات المقبلة، ولقد ألغيت عقدي مع أحد الفرق الصينية على رغم أن العقد لموسمين، تقديراً مني للعلاقة القوية والتاريخية التي تربطني بالاتحاديين، وأتمنى أن أوفق في الوصول بالفريق إلى الأدوار النهائية من بطولة دوري أبطال آسيا، حيث سأعمل بقوة من أجل الفوز، وأن أحقق البطولة كما فعلت في 1998 إلى جانب تحقيق البطولات الأخرى».