ودع الاتحاديون مدرب فريقهم الكروي الأول، الداهية البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش (67 عاماً) الذي ارتبط مع الاتحاد لفترات عدة، وكان أبرز نجوم عصره الذهبي، وصانع البطولات الحقيقي فيه، حيث كان التعاقد معه قد أعاد الفريق الاتحادي للبطولة بعد غياب عقدين عنها. وجاء فك الارتباط بين الاتحاد وديمتري أول من أمس بصيغة تفاهم حسب ما أعلنه رئيس النادي محمد بن داخل الجهني الذي قال "تفاهمنا مع ديمتري على أن من مصلحة الفريق ألا يستمر الارتباط معه"، وهو ما رأى فيه كثيرون خروجا لديمتري من الباب الضيق. وكان القدوم الأول لديمتري لتولي زمام الإدارة الفنية في الاتحاد عام 1997، حيث فاجأ بالتهامه تورتة البطولات السعودية جميعها على الرغم من قوة منافسيه آنذاك، حيث توّج بكأس الاتحاد، ثم كأس ولي العهد، انتهاء ببطولة الدوري، ليغادر النادي بعدها لموسم واحد غاب الفريق فيه عن البطولات. وعاد ديمتري للاتحاد بعد عامين مع إدارة أحمد مسعود الذي عرف أنه الرئيس الذهبي، فعاد الاتحاد لسلسلة البطولات بتحقيق كأس الاتحاد، وتحقيق أول بطولة خارجية للفريق ممثلة في البطولة الخليجية، وبطولة كأس الكؤوس الآسيوية التي كانت أول ألقاب الاتحاد الآسيوية، قبل أن يختم إنجازاته بفوزه بلقب الدوري. وكان العام 2007 آخر الذكريات الجميلة لديمتري مع الاتحاد رغم خسارته نهائيين أمام غريمه التقليدي الأهلي، إلا أنه نجح في نهاية الموسم بقطع كبرى البطولات مسابقة الدوري بعد فوزه على الهلال الذي نجح ديمتري في تحقيق 3 بطولات دوري أمامه، كما نجح أخيراً في إقصائه من مسابقة الدوري الآسيوي. وفي وقت يتفاءل فيه ديمتري بالهلال الذي تخطاه في كثير من المناسبات، يشكل مدرب الأهلي، الصربي نيبوشا موسكوفيتش أحد أكثر المدربين قهراً لديمتري، حيث نجح نيبوشا في شهر واحد في تحقيق كأسين أمام ديمتري، ووقتها اشتعلت حرب التصريحات بين الطرفين، مما قاد نيبوشا للذهاب إلى إحدى الصحف المتخصصة، وقدم استقالة حينها مكتوبة (نشرتها الصحيفة) إذا ما خسر النهائي الثاني أمام الاتحاد، في حين رفض ديمتري قبول تحدي خصمه اللدود، لينتصر نيبوشا ويغادرالأهلي على الرغم من تحقيقه اللقب. ونجح ديمتري في الوصول مع الكرة السعودية إلى 12 نهائيا، حقق منها 8 بطولات مع الاتحاد، منها الدوري (3) مرات، وكأس الأمير فيصل (مرتين)، ومرة لكل كأس ولي العهد، وكأس الأندية الخليجية، وكأس الكؤوس الآسيوية.