أفادت وكالة الجماهيرية الليبية الرسمية أن أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزير الخارجية) عبدالعاطي العبيدي اجتمع صباح أمس الأحد في طرابلس مع الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالإله الخطيب الذي بدأ زيارة لليبيا. وأوضحت أن العبيدي أطلع الخطيب «على حجم التجاوزات والانتهاكات الخطيرة التي يقترفها حلف «الناتو» ضد الشعب الليبي بقصف أهداف مدنية ومناطق آهلة بالسكان في مختلف المدن الليبية، مما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى بين المدنيين ... ومحاولة اغتيال الأخ قائد الثورة (معمر القذافي) بقصف بيته في أحد الأحياء السكنية بمدينة طرابلس واستشهاد نجله سيف العرب»، في إشارة إلى الغارة التي قام بها حلف شمال الأطلسي في 30 نيسان (أبريل) الماضي. وتابعت أن العبيدي أثار مع الموفد الدولي «الجريمة التي اقترفها حلف الناتو في مدينة البريقة يوم الخميس الماضي باستهدافه للمشايخ والأئمة وحفظة كتاب الله القرآن الكريم، مما أدى إلى سقوط عشرات منهم بين شهيد وجريح». وزادت أن وزير الخارجية الليبي أبلغ الخطيب بأن شيوخ وأعيان قبائل ليبيا الذين اجتمعوا في طرابلس أخيراً بدأوا «تولي مهماتهم بما يكفل تجنب الفتنة بين الليبيين وتوفير الظروف المناسبة لتجاوز العدوان والمؤامرة من دون أي تدخل خارجي». وقالت إن العبيدي أثار أيضاً «المنحى العدواني الذي اتخذه الناتو في تنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض حصار بحري، ومنع وصول احتياجات الشعب الليبي من الوقود، والدواء، والغذاء، إضافة إلى تجميد الأرصدة، وعدم فتح الاعتمادات، في محاولة لتجويع الشعب الليبي». وتابعت أنه أكد «أن الشعب الليبي لن يخضع ولن يركع بهذا الحصار الظالم». وذكرت وكالة «فرانس برس» أن عبدالإله الخطيب وصل إلى طرابلس بطائرة عسكرية يونانية بعدما أجرى مساء السبت محادثات في اليونان تناولت الأزمة الليبية. وأوضح أن زيارته ستتيح له «أن يفهم الوضع السياسي في شكل أكبر وأن يحرز تقدماً» على هذا الصعيد. وبعد ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة الشعبية التي أدت إلى آلاف القتلى، لا يزال العقيد معمر القذافي في السلطة على رغم التدخل العسكري للحلف الأطلسي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قرر هذه الزيارة في العاشر من أيار (مايو) معتبراً بعد مشاورات مع السلطات الليبية إنه ينبغي مواصلة الحوار السياسي. وأعلن بان الأربعاء في جنيف أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي وأكد له ضرورة إجراء «مفاوضات حول وقف فوري لإطلاق النار ويمكن التحقق منه بهدف السماح بحل سلمي للنزاع». كذلك، طالب الأمين العام للمنظمة الدولية رئيس الوزراء الليبي ب «تسهيل وصول الفرق الإنسانية» في وقت يثير الوضع الإنساني في ليبيا قلقاً كبيراً.