أدى قصف جوي لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، إلى تدمير مكتب الزعيم الليبي معمر القذافي بالكامل داخل مقر إقامته الواسع في طرابلس بينما سمع دوي انفجارات قوية في أحياء عدة من العاصمة التي حلقت طائرات في أجوائها. وأكد مسؤول أطلسي أن الحلف بات يركز ضرباته على المرافق والتسهيلات ومنشآت التحكم المستخدمة للتنسيق بين كتائب القذافي، مبينا أن الحلف يريد أن يؤكد أن هامش مناورتها بات يتقلص.. وذلك في وقت باتت فيه تواجه مصاعب فعلية في التقدم والتحرك. أكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن الزعيم الليبي معمر القذافي لا يزال على قيد الحياة رغم قصف قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» مقره في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس. وقال «الرسالة التي بعثها الناتو في الساعات الأولى من صباح الاثنين، أرسلت إلى العنوان الخطأ». وكان دوي انفجارات وأزيز الطائرات المقاتلة هز طرابلس، أمس، في قصف يعتبر الأعنف لحلف الأطلسي منذ عدة أسابيع، وزعم التليفزيون الرسمي أن القصف سوى بالأرض أحد المباني في مجمع الزعيم الليبي وتسبب في سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين، دون الإشارة إلى ما إذا كان القذافي داخل المقر ساعة استهدافه. ميدانيا، قتل 36 شخصا وأصيب 70 آخرون في قصف عنيف للكتائب الموالية للقذافي، على المناطق الغربيةوالجنوبية من مصراتة، وفق الناطق العسكري باسم المعارضة العقيد أحمد باني. وذكر أن فرقة من الكتائب خدعت مجموعة من المحتجين برفع علم الثورة، ولدى اقتراب تلك المجموعة منهم للتحية بادروا بفتح النار عليهم، ودعا الثوار للحذر من حيل مشابهة. وكانت مصراتة تعرضت، أمس الأول، إلى قصف مدفعي كثيف، رغم إعلان الحكومة الليبية أنها تخطط لسحب قواتها من المدينة وهو ما عادت ونفته بالإشارة إلى أنها قررت تعليق العمليات هناك. وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم إن القوات الحكومية قررت تعليق العمليات فقط في مصراتة وليس الانسحاب من المدينة، التي شهدت أعنف المواجهات بين الكتائب الموالية للقذافي والثوار، منذ بدء المواجهات، 17 فبراير الماضي. ويشير السكان منذ عدة أيام إلى تصعيد المعارك في منطقة الزنتان حيث تحاول قوات القذافي قطع الاتصالات بين بلدات المنطقة الجبلية التي انتفضت مع انطلاق الثورة ضد النظام. على صعيد آخر، أعلن الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا أن وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي وممثلين اثنين للمعارضة الليبية يجرون محادثات منفصلة مع مسؤولين من الاتحاد لبحث إيجاد حل للصراع الليبي. ورفضت المعارضة في وقت سابق خطة لوقف الحرب الأهلية في ليبيا لأنها لم تتضمن رحيل القذافي وأبنائه. «إنها المرة الأولى التي تحضر فيها المعارضة اجتماعا هنا. سنلتقي مع الجانبين واحدا بعد الآخر». حسب مفوض السلم والأمن في الاتحاد رمضان العمامرة. ويمثل المعارضين في المحادثات الزبيدي عبدالله، وهو سفير سابق لدى جنوب إفريقيا وبوجلدين عبدالله، وهو سفير سابق لدى أوغندا. وسيعقد وزير الخارجية وممثلا المعارضة لقاءات منفصلة أيضا مع ممثلين لمنظمات دولية منها الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ولا يحفل سجل الاتحاد الإفريقي بالإنجازات في مجال التوسط في اتفاقات السلام، وفشل أخيرا في إنهاء الصراعات في الصومال ومدغشقر وساحل العاج .