كثفت قوات الأمن والجيش الموالية انتشارها في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، في خطوة اعتبرت مؤشراً على خطورة الأوضاع التي تزداد تعقيداتها في ضوء تلكؤ أطراف الأزمة عن التوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة سلمياً. وسقط 11 جندياً في الساعات ال24 الماضية في هجومين لتنظيم «القاعدة» في رادع وصرواح. ودعا مجلس النواب أمس إلى تشكيل حكومة جديدة عوضاٌ عن حكومة الدكتور علي محمد مجور المكلفة بتصريف الإعمال منذ إقالتها أواخر آذار (مارس) الماضي على خلفية تداعيات الأزمة بعد بدء حركة الاحتجاجات. ولم يسبق للبرلمان ان تبنى مثل هذه الدعوة التي جاءت في جلسته أمس بحضور اعضاء في الحكومة التي تم استدعاؤها للبحث في التطورات وفي مقدمها «الانفلات الامني الذي بات خطراً على أمن المجتمع واستقرار البلد». وتم البحث في الاجراءات الحكومية لتوفير السلع الأساسية والخدمات العامة في ضوء شحة الغاز المنزلي ومشتقات النفط في الأسواق وانقطاع الكهرباء إثر إعلان وزير النفط الأسبوع الماضي عجز وزارته عن إصلاح منشآت وخطوط نفطية تعرضت للتخريب في محافظة مأرب بسبب قطع الطرقات. ووافق النواب على اقتراحات قدمها رئيس المجلس يحيى الراعي بالتوصية لتشكيل حكومة جديدة فوراً وإلزام الحكومة بتأمين الطرقات وتوفير المشتقات النفطية والغاز ومحاسبة الوزراء المقصرين في متابعة تغيب موظفيهم في ساحات الاحتجاجات، إلى جانب التحقيق مع قادة عسكريين وأمنيين تعرض جنودهم للقتل. ومع دعوة نواب لاستخدام القوة ضد أي أعمال تخريبية، قال نائب رئيس الوزراء رشاد العليمي، الذي ترأس الجانب الحكومي في الجلسة، أن لدى وزارتي الدفاع والداخلية خططاً لتأمين الغاز والمشتقات من محافظة مأرب متهماٌ أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» وحلفاءها بقطع كل الطرق المؤدية إليها «بعد فشلهم في الانقضاض على السلطة» حسب تعبيره. الى ذلك، ذكرت مصادر طبية في محافظة تعز إن 15 متظاهرا على الأقل أصيبوا أمس إثر إطلاق عناصر بلباس مدني النار على المعتصمين وسط المدينة. وفي محافظة البيضاء شيع الآلاف جثامين اثنين من المحتجين قتلوا، الجمعة برصاص قوات الأمن خلال اليومين الماضيين، في حين شهدت مدن، عدن والحوطة ولحج وأبين وشبوة وتعز وإب والبيضاء وصنعاء أمس، عصياناً مدنياً محدوداٌ تفاوتت نسبة نجاحه من مدينة إلى أخرى استجابة لدعوة اللجنة التنظيمية لائتلاف»شباب الثورة». على صعيد آخر، قتل 11 جندياً يمنياً على الاقل وأصيب ثلاثة آخرون، خلال 24 ساعة، في هجومين منفصلين شنهما مسلحون يُعتقد بأنهم من عناصر تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وذكر مصدر أمني يمني أن ستة جنود قتلوا وأصيب سابع، في هجوم شنه مسلحون من «القاعدة» أمس في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء في وقت شيع آلاف اليمنيين قتلى سقطوا خلال الأيام الماضية في عدد من المدن اليمنية في مواجهات بين الشرطة ومحتجين يطالبون بإسقاط النظام. وقال مدير أمن رداع العقيد عامر الشيبري إن الجنود القتلى يتبعون قوات الأمن المركزي. وابلغ موقع وزارة الدفاع «سبتمبرنت» أن «مجموعة مسلحة يزيد عددها على 20 إرهابيا كانت تقلهم سيارتان من نوع تويوتا هاجموا في الرابعة فجراً نقطة لمسان الأمنية وأطلقوا نيرانا كثيفة على أفرادها من أسلحة آلية ورشاشة وفجروا قنابل ولاذوا بالفرار». وتابع أن «أجهزة الأمن تلاحق تلك العناصر الإرهابية لاعتقالها وإحالتها الى الأجهزة المختصة». وكان مصدر أمني أفاد أن عناصر إرهابية مسلحة من»القاعدة» هاجمت رتلا عسكرياٌ تابعا للواء «312 « في كمين نصبته في منطقة صرواح في بمحافظة مأرب ما أدى إلى مقتل خمسة جنود وإصابة اثنين.