تسارعت وتيرة الأحداث الأمنية في اليمن السبت، إذ قالت مصادر طبية في مدينة تعز أن 35 شخصاً جرحوا برصاص قوى الأمن خلال مشاركتهم بمسيرة للمعارضة، في حين أعلنت القوى الأمنية عن تعرضها لثاني هجوم منسوب لتنظيم القاعدة خلال 24 ساعة، أدى لمقتل ستة جنود في رداع. ونقل الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن الجنود الستة قتلوا في رداع الواقعة بمحافظة البيضاء في "اعتداء غادر وجبان من قبل عناصر إرهابية تخريبية خارجة عن القانون." وقال مصدر أمني في رداع ان مجموعة وصفت بأنها "إرهابية" هاجمت عند فجر السبت "أفراد النقطة الأمنية بلمسان بمدينة رداع بقذائف RPG وأسلحة رشاشة،" ورجح المصدر وقوف تنظيم القاعدة وراء الهجوم، وأشار إلى أن أجهزة الأمن "تقوم حاليا بملاحقة تلك العناصر للقبض عليها وتقديمها للعدالة." وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت مقتل خمسة جنود على الأقل، في هجوم شنه مسلحون يُعتقد أنهم موالون لتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، استهدف دورية عسكرية بمحافظة "مارب" غربي اليمن، في وقت مبكر من صباح الجمعة. وقال مسؤول يمني لCNN إن الهجوم أسفر عن جرح ثلاثة جنود، بينما أكدت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، مقتل خمسة جنود وجرح اثنين آخرين، في "كمين غادر" استهدف طاقماً تابعاً للواء 312، بمنطقة "صرواح"، التابعة لمحافظة مأرب. كما نقل موقع "26 سبتمبر" عن مصدر أمني أن "اشتباكات وقعت بين أفراد الطاقم وتلك العناصر الإرهابية، مما أدى إلى إصابة عدد من تلك العناصر، حيث قاموا بإخلائهم من موقع الحادث"، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن تقوم حالياً بملاحقة تلك العناصر، للقبض عليها وتقديمها للعدالة. إلى ذلك، أدانت السلطة المحلية بمديرية "صرواح" هذا "العمل الإجرامي"، مؤكدة وقوفها إلى جانب كافة أفراد القوات المسلحة والأمن، بحسب وكالة الأنباء الرسمية. وأهابت السلطة المحلية بالمديرية، في بيان لها، بكافة المواطنين "التعاون معها في التصدي لتلك العناصر الإرهابية"، مطالبة الجهات الأمنية، بكافة أجهزتها، متابعة وملاحقة هذه العناصر، وتقديمها للعدالة. يأتي هذا الهجوم فيما تشهد اليمن اعتصامات واحتجاجات شعبية ضخمة، منذ أكثر من شهرين، تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، بعدما أمضى نحو 34 عاماً في السلطة. تزامن الهجوم مع الإعلان عن سقوط أربعة قتلى على الأقل، في مدينة "إب" الجنوبية، خلال إطلاق للنار من قبل قوات الأمن، لتفريق حشود في طريقها لحضور جنازة لأحد ضحايا الأحداث الأخيرة في البلاد، نظمتها قوى المعارضة بالمدينة. وتعتبر الولاياتالمتحدة أن اليمن ربما يكون مرتعاً أساسياً لمسلحي القاعدة، وقالت إن تواجد التنظيم في هذا البلد تزايد في الوقت الراهن، عما كان عليه الحال قبيل هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001. ويصف مسؤولون أمريكيون "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" بأنه من أنشط وأكثر أفرع القاعدة فعالية. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال جون برينان، مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، إن التنظيم "زاد من توسيع نشاطه لإيجاد مجندين إرهابيين، حتى في الولاياتالمتحدة، وأنها الأكثر نشاطاً ضمن الشبكة." يُشار إلى مفجر "الملابس الداخلية"، وهي العملية التي حاول خلالها طالب نيجيري تفجير طائرة أمريكية في مطار ديترويت عام 2009، جرى تدريبه في اليمن. كما يشتبه المسؤولون الأمريكيون في أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يقف وراء مخطط "الطرود المفخخة"، التي شحنت من اليمن إلى الولاياتالمتحدة، واُعترضت في دبي وبريطانيا.