قتل ستة جنود من الأمن المركزي وأصيب سابع في هجوم مسلح وقع على مدخل مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وبحسب مدير أمن رداع، العقيد عامر الشيبري فإن "مجموعة مسلحة تزيد على 20 إرهابيا تقلهم سيارتان هاجموا فجر أمس نقطة لمسان الأمنية وأطلقوا نيرانا كثيفة على أفراد النقطة من أسلحة آلية ورشاشة وفجروا عدة قنابل ولاذوا بالفرار". وقال الشيبري: إن أجهزة الأمن شرعت في ملاحقة العناصر الإرهابية لاعتقالها. وجاءت الحادثة بعد توترات أمنية كبيرة تسود محافظة البيضاء، حيث قتل ثلاثة من المطالبين بإسقاط النظام على أيدي قوات الأمن، قبل أن يقوم المتظاهرون بإحراق مقر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في المنطقة. إلى ذلك سقط عشرة جرحى على الأقل إثر إطلاق قوات الأمن النار على المعتصمين بشارع جمال عبدالناصر في تعز. وتشهد المدينة منذ مساء أول من أمس تصعيدا عسكريا غير مسبوق من قبل قوات الحرس الجمهوري التي حاولت أمس فض اعتصام المعلمين أمام مكتب التربية إلا أنها فشلت في ذلك. وقالت مصادر محلية: إن معلومات مؤكدة تشير إلى تلقي قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي أوامر بالضرب مباشرة على المعتصمين في شارع جمال وفض الاعتصام بالقوة. إلى ذلك تسببت حالة العصيان المدني الشامل التي شهدتها العديد من المناطق اليمنية، خاصة تعز وعدن ولحج وشبوة وأجزاء من العاصمة صنعاء بالشلل التام للحياة العامة، مع إغلاق المؤسسات العامة والشركات الخاصة والمحلات التجارية أبوابها وتوقف حركة السير والنقل. في غضون ذلك أكد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن قادة المعارضة "هم من يسعون إلى إشعال الحرب الأهلية في البلاد". وردا على اتهامات للمعارضة بأن خطاب الرئيس علي عبدالله صالح في "جمعة الوحدة" بأنه إعلان حرب، استغرب رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب، طارق الشامي نظرة أحزاب اللقاء المشترك إلى دعوة صالح إلى الحوار على أنها دعوة حرب. وأضاف متسائلا "هل رفض الأعمال الخارجة على القانون وأعمال العنف والتصدي لها يعد من وجهة نظر المشترك دعوة للحرب؟". وأوضح الشامي أن الفرصة "ما زالت متاحة أمام الجميع للجلوس على طاولة الحوار، والمؤتمر سيظل منفتحا على الحوار الجاد والمسؤول إلى أقصى مدى ممكن بما يكفل استيعاب تطلعات الشباب وكافة فئات المجتمع اليمني ويجنب اليمن مخاطر الانزلاق إلى الفتنة". وكان الخطاب الذي ألقاه الرئيس صالح أول من أمس في ميدان السبعين بصنعاء الذي دعا فيه الشعب والجيش إلى مواجهة التحدي بالتحدي، قد أثار ردود أفعال غاضبة لدى أحزاب المعارضة وشباب الثورة الذين أشاروا إلى أن المواجهات التي شهدتها بعض المحافظات وسقط فيها قتلى وجرحى كانت استجابة لدعوته للعنف والاقتتال الأهلي. وقال المتحدث باسم أحزاب المعارضة، محمد قحطان إن "عملية قتل المحتجين في عدة محافظات جاءت نتيجة التحريض الذي أعلنه هذا الخطاب. من جانبه أفاد مجلس النواب والمتحدث الرسمي لحركة العدالة والتغيير بساحة الحرية بمحافظة تعز الشيخ سلطان السامعي بأن "خطاب صالح كان ضوءا أخضر لبدء مرحلة يريدها النظام أن تكون مخضبة بالدماء من خلال الإيعاز للقوات المسلحة والأمن والمسلحين بارتكاب مجازر في حق المحتجين".