أكد الرئيس بشار الاسد امس، اهميةَ «احترام جميع الآراء حول الواقع السوري، ما دامت تحت سقف الوطن ومستقبله»، في حين أعرب وفد الفنانين السوريين، خلال لقائهم الاسد امس، عن «دعم مسيرة الاصلاح» في البلاد. وكان الرئيس الاسد التقى 32 فناناً سورياً، بينهم دريد لحام ومنى واصف وبسام كوسا ووفاء موصللي وأسعد فضة وسوزان نجم الدين، ضمن سلسلة لقاءاته مع عدد من الوجهاء والفعاليات ورجال الدين والشباب من جميع المحافظات، للاستماع الى آرائهم حيال الاوضاع الراهنة ومقترحاتهم إزاء المستقبل. وأفاد بيان رئاسي ان اللقاء، الذي استمر نحو اربع ساعات، تناول «الأوضاع التي تشهدها سورية، والخطوات التي قطعتها لتجاوز هذه المرحلة، ودور الفن والفنانين، وخصوصاً في هذه الفترة، للنهوض بواقع المجتمع وعكس تطلعاته وتعميق اللحمة بين أبناء الوطن والتوعية بما تتعرض له سورية من مخططات تستهدف أمنها واستقرارها». وإذ اعرب الفنانون عن «دعم مسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس الأسد واستعدادهم لتسخير كل إمكاناتهم في سبيل مستقبل سورية وأمنها وازدهارها»، اكد الرئيس السوري «دورَ الفنانين في إصلاح المجتمع وتوعيته وضرورة عكس الواقع كما هو في أعمالهم، للمساعدة في حل المشكلات وأهمية احترام جميع الآراء حول الواقع السوري ما دامت تحت سقف الوطن ومستقبله». وأوضحت واصف ل «الحياة»، ان اللقاء كان «صريحاً جداً»، وتناول الاحداث التي جرت في البلاد من جميع النواحي، ولفتت الى ان فنانين تناولوا دور»الفضائيات المغرضة» مقابل تقصير من بعض وسائل الاعلام السورية، إضافة الى مكافحة الفساد والحوار الوطني والطلبات التي قدمتها الوفود التي التقت الرئيس الاسد في الاسابيع الاخيرة. وكان وزير الاعلام عدنان محمود أعلن اول امس، أن الايام المقبلة ستشهد «حواراً وطنياً شاملاً في كل المحافظات السورية»، مشيراً الى لقاءات الاسد مع «فعاليات شعبية من مختلف المحافظات، واستمع الى آرائهم ومطالبهم ورؤيتهم لما يحدث في سورية في الوقت الراهن». من جهة أخرى، قال كوسا ل «الحياة»، إنه كانت في اللقاء «نيات طيبة من الجميع في ان تخرج البلاد من الاوضاع في شكل صحي جداً، مع إدراكنا ان الإصلاح لا يتم بكبسة زر، وأن الامر يحتاج الى وقت وجهد من الجميع»، لافتاً الى ان الحوار تناول «حديث الناس والشارع بكل فئاته، من البطالة وسعر المازوت وأداء الإعلام المحلي والحاجة الى المسؤولية في المؤسسات، بحيث طرحت كل الامور بصراحة وشفافية ومسؤولية مع الرئيس الاسد». أما موصللي، فقالت ل «الحياة» إن طريقة استقبال الاسد للوفد والحوار الصريح «تركا أثراً نفسياً كبيراً علينا، وانتقلنا فوراً من حالة توتر الى الارتياح الكامل»، حيث بدأ بتقديم عرض للأحداث التي جرت في البلاد، والاستهداف الخارجي، وتطورات الاحداث في مناطق درعا في جنوب البلاد، وبانياس غربها، وحمص في وسط سورية. واذ تطرق احد الفنانين الى أهمية الدخول في حوار مع شخصيات وطنية وشريفة في داخل البلاد، مع رفض السوريين لمعارضي الخارج، أشار آخرون الى مواضيع سياسية تتعلق بقوانين الاحزاب السياسية والادارة المحلية والانتخابات وايجاد «آليات» للترشح والانتخاب في الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة، تسمح بوصول الفئات الوسطى والمثقفة الى تمثيل الشعب. وأشارت موصللي الى انه جرى تشجيع الفنانين على المشاركة في إبداء آرائهم مع المواطنين بمسوَّدة قانون الادارة المحلية المطروح على النقاش العلني منذ ايام قبل اقراره، وقانون الانتخاب الذي بدأت لجنةٌ صوْغَ مسوَّدة له في مهلة اسبوعين. وجرت الاشارة أيضاً الى وجود احزاب سياسية في «الجبهة الوطنية التقدمية» مع حزب «البعث» الحاكم. وأوضحت موصللي، ان الوفود التي التقت الرئيس الاسد في الفترة الاخيرة ركزت في مطالبها على امور خدمية ومطلبية تتعلق بحياتهم المباشرة، بينها خفض سعر المازوت، لافتة الى انها طرحت في مداخلتها موضوع الحكومة الإلكترونية وتسهيل معاملات المواطنين. وبثت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) امس، تقريراً عن رأي مثقفين وأكاديميين بالإصلاح، من انه يرتكز على «مبدأين اساسيين: الحاجة الملحة للاصلاح على المستوى الوطني، وضرورة مشاركة جميع شرائح المجتمع وفئاته بالعمل والأفكار لخلق حالة من المشاركة الوطنية تقود عملية الاصلاح وتحافظ على خصوصية التجربة السورية وتعطيها دفعاً لتحقيق الأهداف المرجوّة منها على صعيد تكريس دولة المؤسسات والقانون». وأيدت موصللي امس اعتماد مبدأ «السرعة من دون تسرع» في اقرار الاصلاحات في البلاد. الى ذلك، نقلت «سانا» عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن «عدد الذين سلموا أنفسهم من المتورطين بأعمال شغب وصل حتى (مساء امس) إلى 6131 شخصاً في مختلف المحافظات، وقد تمَّ الإفراج عنهم بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن».