دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - اكد الرئيس بشار الاسد امس اهمية «احترام جميع الآراء حول الواقع السوري، ما دامت تحت سقف الوطن ومستقبله»، فيما افادت انباء بان نحو 10 أشخاص قتلوا الجمعة والسبت برصاص قوات الامن، منهم اربعة في تلكلخ قرب حمص، رغم التعليمات الرسمية بعدم اطلاق النار على المتظاهرين. وسجلت أمس حركة نزوح جديدة لمئات المواطنين السوريين، معظمهم من النساء والاطفال بينهم مصابون، من بلدة تلكلخ الحدودية نحو منطقة وادي خالد المجاورة في شمال لبنان هرباً من اعمال العنف، فيما توفي احد الجرحى السوريين بعد نقله الى المستشفى متأثراً بجروح اصيب بها نتيجة طلق ناري. وكان الرئيس الاسد التقى 32 فناناً سورياً، بينهم دريد لحام ومنى واصف وبسام كوسا ووفاء موصللي واسعد فضة وسوزان نجم الدين، ضمن سلسلة لقاءاته مع عدد من الوجهاء والفعاليات ورجال الدين والشباب من جميع المحافظات للاستماع الى آرائهم حيال الاوضاع الراهنة واقتراحاتهم ازاء المستقبل. وافاد بيان رئاسي بان اللقاء، الذي استمر نحو اربع ساعات تناول «الأوضاع التي تشهدها سورية والخطوات التي قطعتها لتجاوز هذه المرحلة ودور الفن والفنانين وخصوصاً في هذه الفترة للنهوض بواقع المجتمع وعكس تطلعاته وتعميق اللحمة بين أبناء الوطن والتوعية بما تتعرض له سورية من مخططات تستهدف أمنها واستقرارها». واذ اعرب الفنانون عن «دعم مسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس الأسد واستعدادهم لتسخير كل إمكاناتهم في سبيل مستقبل سورية وأمنها وازدهارها»، اكد الرئيس السوري على «دور الفنانين في إصلاح المجتمع وتوعيته وضرورة عكس الواقع كما هو في أعمالهم للمساعدة في حل المشكلات، وأهمية احترام جميع الآراء حول الواقع السوري ما دامت تحت سقف الوطن ومستقبله». ميدانياً قتل أمس اربعة اشخاص وأصيب آخرون بجروح في تلكلخ، بمنطقة حمص وسط سورية، برصاص قوات الامن بحسب ما اعلن شاهد ومصدر طبي لوكالة «فرانس برس»، بعد مقتل 6 أشخاص الجمعة في أنحاء متفرقة في سورية وذلك على رغم التعليمات الرسمية بعدم اطلاق النار على المتظاهرين. من جهة اخرى، تواصلت عمليات اعتقال الناشطين، كما ذكر رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن في لندن. وأوضح ان قوات الامن اعتقلت الجمعة المحامية في مجال حقوق الانسان كاترين التلي بينما كانت في حافلة صغيرة في برزة، احد احياء دمشق. واضاف ان الناشط وائل حماده، زوج المحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة، اعتقل الاربعاء في دمشق في مقر عمله. وجرت تظاهرات سلمية في الكثير من المدن والبلدات السورية الجمعة، ولوحظ ان عدد القتلى ضئيل مقارنة مع الأيام السابقة. ولفت ديبلوماسي غربي الى ان «عمليات اطلاق النار أقل» مشيراً الى ان «هناك علامات على ان الرئيس الاسد ربما غيّر الاساليب كرد فعل على الضغط الدولي». وكان وزير الاعلام السوري عدنان حسن محمود أعلن ان «الايام القادمة ستشهد حواراً وطنياً شاملاً في مختلف المحافظات»، مشيراً الى ان قوات الجيش بدأت بالانسحاب من مدينة بانياس الساحلية وانها استكملت انسحابها من مدينة درعا الجنوبية. وقال ناشطون بارزون ان الحوار لن يكون جدياً الا اذا افرجت الحكومة عن آلاف السجناء السياسيين وسمحت بحرية التعبير والتجمع. وقال عارف دليلة الاقتصادي الذي التقى بثينة شعبان، مستشارة الرئيس الاسد الاسبوع الماضي، ان «هيمنة الجهاز الامني على الحياة في سورية» يجب ان تنتهي حتى يتم تمثيل الآراء المختلفة.