قالت مصادر مصرية مسؤولة ل«الحياة» إن القاهرة تبحث في خيارين للرد على قرار السودان استدعاء سفيره لدى القاهرة «للتشاور». وسافر السفير السوداني لدى مصر عبدالمحمود عبدالحليم إلى الخرطوم مساء أول من أمس، فور إعلان استدعائه. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إنها أخطرت السفارة في الخرطوم رسمياً بالقرار، وأشارت إلى أن مصر تقيّم الموقف في شكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب. وأوضحت المصادر ل «الحياة» أن «القاهرة علمت بالقرار من سفيرها في الخرطوم على غير ما هو متبع عادة، إذ كان مفترضاً أن يُبلغ السفير السوداني لدى القاهرة قرار حكومته إلى وزارة الخارجية المصرية، لافتاً إلى أن هذا التطور «لم يراعِ الأعراف الديبلوماسية حتى في شكله». وكشفت أن «القاهرة بدأت في دراسة الرد، ويوجد سيناريوان محتملان، أولهما الرد بالمثل وتجميد الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية لشهرين على الأقل إلى حين إعادة تقييم الموقف في ضوء التطورات، والثاني تجاهل الخطوة السودانية تجنباً للتصعيد». وتعتقد أوساط رسمية في مصر أن «أطرافاً في النظام السوداني تبحث عن معارك خارجية لتغطية مشكلات في الداخل»، مؤكدة أن «مصر حريصة على الشعب السوداني الشقيق وخطواتها ستراعي هذا البعد». ولفتت المصادر إلى أن «الخطوة السودانية جاءت، معللة بشكاوى من وسائل الإعلام المصرية التي ترى الخرطوم أنها صعدت ضدها بشدة بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان». وأشارت إلى أن وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور كان اشتكى في إحدى زياراته إلى مصر من وسائل الإعلام، وأن القاهرة اتفقت مع الخرطوم في هذا الخصوص، ورأت أن إعلام الجانبين يؤجج المشاعر». وأوضحت أن الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد أبلغ صحافيين التقاهم نهاية الشهر الماضي أن الإعلام يقوم بدور سلبي في ما يخص العلاقات المصرية- السودانية». وأشارت المصادر المصرية إلى أن القاهرة «نفت بشدة الأنباء التي تواترت في السودان وإثيوبيا عن رغبة مصرية في استبعاد السودان من المفاوضات الثلاثية المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي». وقالت: إن «مصر تسعى الى إدخال أطراف جديدة في تلك المفاوضات منها البنك الدولي، وهو الطرح الذي قدمه وزير الخارجية سامح شكري خلال زيارته الأخيرة أديس أبابا الشهر الماضي». وكشفت المصادر أنه كان مقرراً أن تناقش القاهرة هذا الطرح مع الوزير الغندور خلال زيارة يقوم بها الأخير إلى مصر، لكن الخرطوم أبلغت القاهرة قبل أيام في شكل مفاجئ إرجاء زيارته «إلى أجل غير مسمى، في حين تسعى الخرطوم وتحديداً دوائر في وزارة الخارجية الى افتعال مشكلات مع مصر».