قادة طالبان مدعوون إلى الانفصال عن «القاعدة» والاستفادة من دعوة المصالحة التي أطلقتها الحكومة الأفغانية. وحريّ بطالبان أن تعتبر باغتيال بن لادن. فمن يقدم مساعدات إلى الحركة هذه لا يتردد في التخلي عنها وعن قادتها حين تحدوه المصلحة إلى ذلك. ومقتل زعيم «القاعدة» على أراضي باكستان ومن غير علمها، بعث غضباً شعبياً ورسمياً كبيرين. فعملية تصفية بن لادن هي أفدح فشل استخباراتي باكستاني منذ انفصال بنغلاديش قبل أعوام طويلة. وثمة معلومات تفيد بأن رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني، الجنرال شجاعت باشا، سيقدم استقالته في الأيام المقبلة نتيجة إخفاق الوكالة التي يرأسها في تحديد مكان بن لادن وكشف العملية التي انتهت إلى تصفيته. ولم تهدأ بعد موجة الاحتجاجات وسيل التظاهرات في مدينة آبوت آباد، حيث قتل بن لادن، ومدينتي بيشاور وكراتشي. وخرج آلاف من الباكستانيين إثر صلاة الجمعة منددين بالعملية التي أسفرت عن مقتل زعيم «القاعدة» واختراق السيادة الباكستانية، مطالبين القوات الأميركية ووكالاتها الأمنية بالانسحاب من الأراضي الباكستانية. ونظمت التظاهرات الجماعة الإسلامية وحركة «إنصاف»، على رأسها عمران خان. ووفق المعلومات، تأتي التحركات هذه نزولاً عند طلب الاستخبارت الباكستانية والجيش الباكستاني ليظهرا للإدارة الأميركية بأنهما يواجهان ضغطاً شعبياً، وأنهما لن يعدلا عن علاقاتهما بواشنطن، على رغم الصعوبات. وبرزت دعوات قادة في الجيش الباكستاني إلى ضرورة تقليص أعداد القوات الأميركية المنتشرة على الأراضي باكستانية، على رغم أن عدد القوات هذه غير معروف، ولم يتضح الى أي حجم يفترض تقليص العدد هذا بعد مقتل بن لادن. وأعلنت إيران، جارة باكستانوأفغانستان، أن مقتل بن لادن وقع في مرحلة حساسة، وأن عملية اغتياله هي شأن سياسي مرتبط بالشؤون الداخلية الأميركية. ولن يساهم الاغتيال في القضاء على الإرهاب. ومقتل بن لادن ليس إنجازاً كبيراً للولايات المتحدة. وحريّ بالقوات الأميركية مغادرة أفغانستان والمنطقة هذه بعد تصفية زعيم «القاعدة». فهي اجتاحت أفغانستان من أجل ملاحقته، وانتفى سبب بقائها (القوات هذه) إثر مقتله. * افتتاحية، عن «ويسا» الأفغانية، 7/5/2011، إعداد جمال اسماعيل