قال ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن «الاحداث العاصفة التي شهدتها وتشهدها المنطقة العربية اثبتت ان الشعوب حين تعي ذاتها وكيانها تصبح هي صانعة تاريخها ومستقبلها والشعوب العربية هي من يصنع هذه الحقبة التاريخية العربية الجديدة». وكان الشيخ تميم يتحدث لدى افتتاحه أمس «منتدى الدوحة الحادي عشر حول الديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة» و «مؤتمر اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الاوسط»، في حضور رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ومشاركة دول عدة تمثلها ستمئة شخصية من خارج قطر ومئة من داخلها. وحض الشيخ تميم «الجميع على ان يعتادوا على فكرة أن المواطن العربي لم يعد يرضى بأن تداس كرامته الفردية كانسان من قبل استبداد محلي ولا أن تداس كرامة شعبه من قبل احتلال اجنبي»، ورأى «أن الثورات العربية اثبتت ان الشباب ليس منشغلاً بمفاسد الحياة الاستهلاكية كما يبدو وأن التوق للحرية لا يتناقض مع الثقافة والهوية العربية والاسلام كدين وكحضارة، وأن هذا السعي للحرية يرافقه توق للكرامة الفردية والوطنية والقومية». وزاد: «إذا لم تؤخذ ضرورة الاصلاحات بما يتلاءم مع مستلزمات التطور الاجتماعي والاقتصادي بجدية، ولم يتم التجاوب مع طموح الأجيال الصاعدة التي ترغب في تحقيق ذلتها بكرامة وحرية، كانت النتيجة ما نراه اليوم من ثورات شعبية تطالب بالتغيير والاصلاح باتجاه يوفر للناس حقوق المواطنة والعدالة». وشدد على أن «العدالة لا تأتي محمولة على دبابات الاحتلال ولم تكن الحروب المبررة بفرض الديموقراطية عاملاً مساعداً بل كانت عائقاً كبيراً ونموذجاً منفرداً حيث كان على الشعوب ان تتجاوزه لكي تتجاوز خوفها من ان البديل للاستبداد قد يكون عدم الاستقرار في ظل احتلال اجنبي». وأعتبر أن «عدم تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني من اهم عوامل عدم الاستقرار ومن مسببات ظواهر التطرف والعنف في المنطقة»، و دعا «المجتمع الدولي إلى بذل جهد اكبر للضغط على اسرائيل لاقناعها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية». وأوضح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم أن «المنتدى ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط يبحث في قضايا الطاقة وأمن المياه ومستقبل السلام في المنطقة والاقتصاد والتجارة والتنمية والإصلاح وإثراء المستقبل من خلال الرياضة والإعلام ومسؤوليته الاخلاقية». وأكد أن «الظروف الراهنة في المنطقة العربية وإصرار شعوبها على إحداث التغيير ستفرض على المنتدى نقاشاً يرسم الطريق للتعامل مع القوى السياسية الجديدة في المنطقة». ودعا رئيس وزراء حكومة كردستان برهم صالح الى «اطار (تعاون) اقليمي يضم العرب والكرد والايرانيين والاتراك وبناء شبكة مصالح اقتصادية مشتركة تستثمر الموارد الطبيعية والبشرية»، وشدد على وجوب عدم تأسيس «هذا الاطار على التعاون بين المستبدين، بل على أساس قيم مستمدة من ديننا ومبادئنا واحترام حقوق الآخر» وحض على «ترتيب البيت العربي عبر الاصلاح». وعبر وزير خارجية السويد كارل بيليت عن تطلعه إلى «انتخابات ديموقراطية في تونس ومصر»، وأكد «الاهتمام بالسلام الاسرائيلي - الفلسطيني والتوافق بين الفلسطينيين». وفيما نوه وزير المدن في فرنسا موريس لوروا بالعلاقات بين الدوحة وباريس، دعا وزير خارجية البرتغال لويز أمادو الى حوار عربي - أوروبي «لتثبيت علاقة مستقرة بين الجانبين من خلال وضع رؤية مستقبلية استراتيجية وأجندة مشتركة وتكامل بين المنطقتين».