اللغة العدائية التي يتحدث بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري سيب بلاتر ضد منافسه على رئاسة «فيفا» القطري محمد بن همام، تؤكد أن الأوروبيين لا يختلفون عن العرب، وأن ما يقال عن أنهم يؤمنون بالانتخابات ويحترمون منافسيهم - انكشف - وتبين أننا كلنا عالم واحد، لا فيه أول ولا ثالث! إلى وقت قريب، كان ابن همام الصديق المقرب من بلاتر، وبمجرد أن قرر ابن همام دخول انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي، أصبح في نظر بلاتر - خصماً وعدواً - فأي منطق هذا، وأي روح رياضية تخرج من تحت قبة فيفا، إذا كان هذا هو وجه - ابن سويسرا - وما أدراك ما سويسرا. يقول بلاتر لصحيفة فرانكفورتر الجيماين الألمانية: «كانت تربطني بابن همام علاقة جيدة، وقد دعمني في انتخابات الرئاسة العام 1998، وعملنا سوياً، لكن لا يمكن أن أعتبر ما حصل بيننا صداقة»، وهذه قمة نكران الجميل، ويفعلها رجل من العالم الأول! لكن الأسوأ من ذلك كله ما صرح به بلاتر، واعتبره من وجهة نظري الشخصية تهديداً، وكلاماً غير مسؤول من أنه إذا ما نجح في الانتخابات المقبلة المقرر لها الأول من شهر حزيران (يونيو) المقبل، فإنه سيعيد النظر في اختيار الدولة المضيفة لكأس العالم، وكأنه يشير إلى عدم أحقية دولة قطر بتنظيم مونديال 2022! إذا كانت هذه هي عقلية الرجل العجوز - بلاتر - وهذا هو تفكيره ورؤيته، فمن الأولى أن يعتذر هو من نفسه عن عدم الترشح لفترة رئاسية ثالثة، وإن لم يفعل ذلك، فليس من مصلحة عالم كرة القدم بقاء هذا الرجل رئيساً للفيفا، ويكفي ما فعله خلال ما يقارب الاثني عشر عاماً الماضية، اذ تراجعت كرة القدم في العالم، وحل بدلاً عنها الكثير من الفضائح التي طاولت بعض رجالات الفيفا! وعلى ما يبدو أنه لولا حالة الرعب التي يشعر بها بلاتر من قوة تأثير منافسه القطري محمد بن همام العبدالله، واتساع أفقه ورؤيته، ووضوح مشروعه الذي يحمله داخل ملفه الانتخابي، لما تصرف رئيس الاتحاد الدولي الحالي بهذه الطريقة التي كشفت عن ضعفه، وعدم قدرته على التصرف بحكمة ووعي! وليس لأنني - عربي، خليجي - فهذا شرف لي أن يكون ابن همام رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن لأن ابن همام أفنى عمره في خدمة كرة القدم العالمية، وقدم لكرة القدم الآسيوية مشروعاً سار بها خطوات طويلة إلى الأمام، إضافة إلى أنه يحمل فكراً تطويرياً سيلمسه العالم عندما يصبح محمد بن همام رئيساً للفيفا. ومن هنا أنادي بأعلى صوت وأقول: «انتخبوا بن همام». [email protected]