تبادلت المعارضة اليمنية والسلطة اتهامات بمحاولة الالتفاف على مضمون المبادرة الخليجية التي تعتبر المخرج الوحيد لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق في الفوضى والحرب الاهلية. وجددت احزاب تكتل «اللقاء المشترك» أمس رفضها تعديل المبادرة الخليجية لاتاحة الفرصة امام الرئيس علي عبدالله صالح عدم التوقيع عليها بصفتة الرسمية رئيساٌ للدولة والتوقيع بصفته الحزبية كرئيس للحزب الحاكم. ودعت المعارضة دول الخليج الى الضغط على صالح لقبول المبادرة كما هي من دون تعديل. ويؤكد الحزب الحاكم إلتزامه المبادرة، ويقول أنه لم يطرأ عليها أي تعديل جوهري إنما بعض التعديلات «البروتوكولية» متهماٌ احزاب المعارضة بالتهويل لعرقلة اي اتفاق. وأعلنت «اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية» أمس بأنها تدرس الانتقال إلى المراحل النهائية من الثورة السلمية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح، وأكدت رفضها «المحاولات الساعية لإفراغ الثورة من محتواها وتحويلها إلى أزمة بين الأطراف السياسية». ودعا بيان للجنة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى «التوقف عن أي مبادرات يترتب عليها استعداء للشعب اليمني»، محذرة في الوقت ذاته قادة الأحزاب السياسية اليمنية من التعاطي مع أي مبادرات «تتعارض مع إرادة الشعب اليمني»، بحسب البيان الذي دعا أيضاً الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، الى «تحمل مسئولياتهم الاخلاقية ووقف التدخل السلبي ضد إرادة الشعب اليمني في الحرية والديموقراطية». وقال ناشطون في ساحات الاعتصام إن الأسبوع الجاري سيشهد خطوات تصعيدية في أساليب الاحتجاج السلمي، من غير أن يكشفون تفاصيل هذه الخطوات. وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني نفى ادخال اي تعديلات على المبادرة. واشار الى ان «الاتصالات مستمرة مع كل الاطراف لتحقيق التوافق حول الاجراءات الخاصة بتوقيع الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع ممثلي الحكومة واحزاب اللقاء المشترك». ورحب وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي خلال اجتماع أمس مع سفراء الاتحاد الأوروبي في صنعاء بالمبادرة الخليجية وأكد موقف الحكومة المرحب بالجهد الخليجي. وبحث الرئيس اليمني أمس مع جمال بن عمر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تطورات الأوضاع اليمنية في ضوء تداعيات الأزمة. وقالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية أن صالح أشاد بالجهود التي يبذلها المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة منوها بالتقرير الموضوعي الجيد الذي قدمه عن نتائج زيارته السابقة. وكان الأمين العام بان كي مون تعهد الجمعة بالضغط من أجل أن يصبح الشعب اليمني قادرا على التمتع بحرية حقيقية، ومن أجل أن يتمكن من الانخراط في تنمية اجتماعية واقتصادية وازدهار، لأن ذلك هو هدفنا». وعبر بان عن أسفه لعدم الاتفاق على المبادرة الخليجية التي هدفت إلى إنهاء أشهر من الاضطراب السياسي في اليمن. من جهة ثانية قُتل متظاهر يمني على الأقل وأصيب عشرة آخرون بجروح عندما فتحت قوات الأمن ومسلحين النار على مسيرة طلابية، أمس، في مديرية المعافر في تعز. وقالت ل»الحياة» مصادر حقوقية وطبية في تعز «إن فتىً في السادسة عشرة قتل برصاص قوات الأمن ومسلحين موالين للرئيس كما أصيب 10 غيره بجروح، بينهم ثلاثة حالتهم خطرة، عندما كان مئات من طلاب المدارس ينظمون مسيرة بالقرب من المجمع الحكومي في المنطقة للمطالبة بتأجيل الامتحانات، كما رددوا هتافات تطالب بإنهاء حكم الرئيس. وشهدت تعز مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة للمطالبة بتنحي صالح عن الحكم، ورفضاً للمبادرة الخليجية التي تمنح الرئيس وحاشيته حصانة من الملاحقة القضائية. وفي مدينة ذمار خرج المئات من طلاب جامعة ذمار في تظاهرة دعت إلى عدم التعاطي مع أي مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري للرئيس صالح.