يؤدي ناريندرا مودي اليمين الدستورية رئيسا لوزراء الهند اليوم الإثنين، في مراسم سيؤكد من خلالها عزمه على أن يكون لاعبا مهما على الساحة العالمية واحتفالا بانتصاره المذهل في الانتخابات. وللمرة الأولى في تاريخ الهند سيحضر عدد كبير من زعماء جنوب اسيا مراسم التنصيب في القصر الرئاسي بنيودلهي وبينهم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. وحقق حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي الذي ينتمي إليه مودي وحلفاؤه فوزا ساحقا في الانتخابات الهندية هذا الشهر وأطاحوا بحكم أسرة نهرو غاندي في تغيير سياسي جذري منح حزبه تفويضا لإجراء اصلاح اقتصادي شامل. وبدأ مودي يومه بزيارة ضريح المهاتما غاندي على ضفاف نهر يامونا، كما وصل شريف والرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى دلهي في الصباح، إذ انه من المقرر ان تبدأ مراسم التنصيب في الساعة 1800 بالتوقيت المحلي. وقال مودي على حسابه الرسمي على تويتر "وفاء لالتزامنا بحكومة بالحد الادنى وحكم بالحد الاقصى، سنعمد الى تغيير ايجابي غير مسبوق في تشكيل" الحكومة. ومودي هو نجل بائع شاي نال الغالبية الاقوى في البرلمان منذ 30 عاما، مطيحا بحزب المؤتمر على اساس وعد بخلق وظائف واستئناف النمو، وشدد رئيس الوزراء الجديد خلال حملته على مسيرته الشخصية واصوله المتواضعة وعمله كرئيس حكومة ولاية غوجارات منذ 13 عاما مؤكدا انه جعل ادارته اكثر فاعلية واقل فسادا. لكن منتقديه يقولون انه مع تولي مودي السلطة، ستحظى الغالبية الهندوسية بافضلية على حساب اقليات اخرى وخصوصا ال150 مليون مسلم. ويبقى المسلمون مرتابين كثيرا حيال رئيس الوزراء الجديد منذ الاضطرابات الدامية التي اندلعت في 2002 في غوغارات واوقعت اكثر من الف قتيل وخصوصا من المسلمين. ووصل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اليوم الاثنين الى نيودلهي لحضور حفل تنصيب نظيره الهندي في لقاء رمزي للدولتين النوويتين المتنافستين. وفسرت الدعوة التي وجهها مودي لشريف لحضور الحفل، على انها بادرة دبلوماسية مهمة نحو باكستان كما انها ستكون المرة الاولى التي يحضر فيها زعيم من الدولتين حفل تنصيب الاخر منذ الاستقلال في 1947. وشريف الذي رحب بفوز مودي، قبل الدعوة التي وجهت ايضا الى كل رؤساء حكومات رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الاقليمي التي تضم باكستان. وتواجهت الهندوباكستان في ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947 وتعيشان حتى الآن توترا خاصة على خلفية منطقة كشمير المتنازع عليها. وتحسنت العلاقات بين البلدين بشكل طفيف في نهاية ولاية رئيس الوزراء السابق منموهان سينغ لكنها لا تزال تشهد فتورا مع انعدام الثقة والمناوشات المتكررة على حدود منطقة كشمير المتنازع عليها.