الناصرة، روما، باريس - «الحياة»، أ ف ب - قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في روما أمس ان الولاياتالمتحدة «تنتظر رؤية التفاصيل» قبل ان تحكم على اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس» بعدما شدد البيت الأبيض مساء الأربعاء على ضرورة أن يضمن الفلسطينيون تنفيذ اتفاق المصالحة «بشكل يعزز فرص السلام بدلاً من أن يقوضها». وتزامنت تصريحات كلينتون مع اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس وإعرابه مجدداً عن معارضته لاتفاق المصالحة بين الفلسطينيين، على ان يتوجه نتانياهو لاحقاً الى برلين لاجراء محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي أعادت التشديد على سياسة المانيا التقليدية الداعمة لاسرائيل. وقالت كلينتون ان واشنطن «لا تستطيع دعم حكومة تضم حماس إلا في حال تبنت حماس مبادىء اللجنة الرباعية (التي تضم الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا)، وهذا يعني الاعتراف باسرائيل ووقف العنف واحترام اتفاقات السلام». واضافت كلينتون التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني حول ليبيا ان هناك العديد من الاجراءات التي يجب تحقيقها في هذا الاتفاق. وأضافت: «سنقوّم (اتفاق المصالحة) بعناية (...) لان هناك العديد من المعاني المختلفة سواء كان ذلك على الاوراق ام على الارض». واوضحت ان «الاحترام المتناهي لمبادىء اللجنة الرباعية هو شرط لقبول حكومة مع وجود حماس كمحاور مقبول»، محذرة من ان «حماس سبق وان رفضت هذا كشرط مسبق». وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاري كارني قال مساء الاربعاء إنه يجب ضمان تنفيذ الاتفاق بطريقة تضمن التقدم باتجاه تحقيق السلام مع إسرائيل مشيراً إلى أن بلاده تسعى للحصول على المزيد من التفاصيل حول الاتفاق. في غضون ذلك، واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جولته الاوروبية في محاولة لكسب تأييد اوروبا ضد مشروع الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة في الأممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، والتحذير من «خطورة» اتفاق المصالحة الفلسطينية. وفي باريس أجرى نتانياهو محادثات أمس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ثم توجه الى برلين لإجراء محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي اعادت التشديد على سياسة المانيا التقليدية الداعمة لاسرائيل. وكان نتانياهو التقى نظيره البريطاني الاربعاء في لندن واعتبر ان اتفاق المصالحة «يشكل ضربة قوية للسلام وانتصاراً كبيراً للارهاب». ورحبت باريس بحذر شديد باتفاق المصالحة. وقال وزير خارجيتها الان جوبيه ان فرنسا «ما كان في امكانها ان تكون مناهضة لهذا التقارب» لكنه دعا «حماس» الى نبذ العنف والاعتراف باسرائيل. وأعربت بريطانيا عن الموقف ذاته في اختتام مأدبة عشاء جمعت كاميرون ونتانياهو مساء الاربعاء. وقالت رئاسة الحكومة «ان أي حكومة فلسطينية جديدة يجب ان تنبذ العنف وتعترف بحق اسرائيل في الوجود وتلتزم بعملية السلام». ومن المقرر ان يزور نتانياهو الولاياتالمتحدة بعد اسبوعين، على ان يستقبله اوباما في 20 الشهر الجاري لإجراء محادثات ستتناول على الارجح عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية المتوقفة ومسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية واتفاق المصالحة الفلسطينية. كما سيلقي نتانياهو خطاباً سياسياً أمام مجلسي الشيوخ والنواب ألأميركيين في 23 الجاري يتوقع ان يقدم فيه تصوره للحل السياسي. وبحسب أوساط نتانياهو فإن اوباما يعارض القرار المتوقع أن تتخذه الأممالمتحدة بقيام دولة فلسطينية لكن موقفه من حكومة وحدة فلسطينية ليس واضحاً بعد، مشيرةً إلى أن الموقف الأميركي من اتفاق المصالحة لم يتسم بمعارضة قاطعة وأن واشنطن تنتظر التطورات على الساحة الفلسطينية. يذكر ان اوباما أعلن في كلمة له في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول العام الماضي ان من الممكن ان يتوصل الاسرائيليون والفلسطينيون خلال عام واحد، اي بحلول ايلول 2011، الى اتفاق والى «دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة تعيش بسلام مع اسرائيل».