زار بنيامين نتانياهو لندن ثم باريس لينفث سمومه ضد الفلسطينيين، وهو سيزور واشنطن في 20 من هذا الشهر ليكذب على باراك أوباما، كما كذب على ديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي. (أبو مازن يقوم بجهد مضاد بدءاً بألمانيا). هو قال إن المصالحة الفلسطينية انتصار عظيم للإرهاب والعبارة الصحيحة «انتصار عظيم للإرهاب الإسرائيلي»، ففي الشرق الأوسط دولة مجرمة محتلة تقودها حكومة إرهابية تقتل النساء والأطفال، والإرهاب المضاد ما كان وُجِد، أو ما كان وَجَد ما يبرره لولا إسرائيل والاحتلال. ونتانياهو قال أيضاً إن إسرائيل لن تتفاوض مع نموذج فلسطيني من القاعدة، والصحيح ان إسرائيل هي النموذج المحلي من القاعدة، ففي العقد الماضي وحده قتلت أكثر من خمسة آلاف فلسطيني مدني، بينهم 1500 قاصر، وحكومتها تضم ثلاثة أحزاب رئيسة، كل منها نموذج إسرائيلي عن القاعدة. ورئيس وزراء إسرائيل يعتبر تشكيل حكومة ائتلافية فلسطينية ضربة هائلة للسلام، والواقع ان السلام أصيب بضربة قاضية عندما شكلت حكومة ائتلافية إسرائيلية من عصابات جريمة تحمل أسماء ليكود وشاس وإسرائيل بيتنا. وكان رأيه ان فتح وحماس تبتعدان عن السلام، والواقع ان السلام في المريخ أو أبعد منذ تشكيل حكومة إسرائيلية فاشيستية عنصرية برئاسته. الاتحاد الأوروبي لم يصدق دجل نتانياهو فهو مكشوف ومعروف، وقد أعلن الأوروبيون ان المساعدات للسلطة الوطنية ستستمر، وكان هذا موقف الأميركيين أيضاً، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قالت في روما، أثناء مؤتمر عن ليبيا، ان الإدارة الأميركية ستحكم على الأفعال لا الأقوال. وفي واشنطن بعد أيام سيجد نتانياهو أمامه باراك أوباما قوياً وشعبيته عالية، بعد قتل أسامة بن لادن، ما سيحدّ من دعم الكونغرس، وهو إسرائيلي أكثر من الكنيست وفي جيب لوبي إسرائيل. نتانياهو جعل قضيته ان حماس لا تعترف بإسرائيل، وشروط الرباعية وقف الإرهاب (وهو إسرائيلي خالص) والاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات الموقعة. وحماس فصيل مقاومة إسلامي ولن يعترف بإسرائيل سواء كان في الحكومة الفلسطينية أو خارجها، وهو لا يحتاج الى الاعتراف لأن الذي يمثل الفلسطينيين حكومتهم لا حماس، وهي تعترف بإسرائيل وتتفاوض على أساس الاتفاقات الموقعة. وفي جميع الأحوال، فالحكومة الفلسطينية الائتلافية المقبلة موقتة وإلى حين إجراء انتخابات نيابية فلسطينية في مثل هذا الوقت من العام المقبل. غير أن الموعد الأهم يبقى أيلول (سبتمبر) المقبل عندما يعلن الفلسطينيون دولتهم في الأممالمتحدة ويعترف بها عدد من الدول يفوق تلك التي تعترف بإسرائيل. نتانياهو قال في لندن إن إعلان الدولة الفلسطينية إملاء، وأقول إن إسرائيل «أُملِيَت» علينا بعد أن قتل الغرب المسيحي اليهود، وقيام فلسطين في أراضي الفلسطينيين وليس باحتلالهم أرض شعب آخر هو العدالة خالصة، وبتأييد غالبية عالمية. في المقابل هناك معارضة عالمية للاحتلال الإسرائيلي، ودعوات مقاطعة إسرائيل بدأها يهود من طلاب السلام، وهي الآن تأخذ شكل BDS، أو الحروف الأولى من مقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات. مع ذلك أقرأ لأنصار إسرائيل كلاماً يعكس تمنياتهم لا حقيقة إسرائيل، واللورد ساكس، كبير حاخامات بريطانيا، طالب في مجلس اللوردات بأن تتغير حماس، والمطلوب أن تتغير إسرائيل. أما روبرت ساتلوف، وهو أفضل من كثيرين آخرين من أنصار إسرائيل فكتب ان الشرق الأوسط يحتاج الى «إسرائيلات» أكثر، وأقول إننا نحتاج الى «اسرائيلات» بقدر ما نحتاج الى سرطان خبيث أو البرص، وحجة ساتلوف هي ان ثورات الغضب العربية أظهرت ان الشعوب العربية تهتم بأكثر من حسن العلاقة بين أميركا وإسرائيل، مثل الفساد وعدم المساواة والتعذيب. والواقع ان الشعوب العربية تهتم بهذا وذاك وهو على ما يبدو لم يسمع كلام شباب الثورة المصرية في ميدان التحرير، أو تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل العربي عن القضية الفلسطينية. ويبدو أن عنوان مقال ساتلوف أعجب كاتباً ليكودياً أميركياً فقرأت مقالاً عنوانه «ضرورة (وجود) إسرائيل» للأسباب نفسها. أخيراً، لاحظت وأنا أجمع مادة هذه الزاوية وأراجع المعلومات مع مسؤولين ان نتانياهو يلتقي مع حزب التحرير في معارضة المصالحة الفلسطينية. [email protected]