يترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم في رام الله اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح للبحث في الخطوات التنفيذية لاتفاق المصالحة الفلسطيني. وبدأ مواطنون فلسطينيون بالتعبير عن تأييدهم للمصالحة من خلال مسيرات لحركة حماس خرجت للمرة الأولى منذ 4 سنوات في نابلس بالضفة الغربية ومسيرات مشابهة لحركة فتح خرجت للمرة الأولى في قطاع غزة. ومع ذلك فقد استمرت حالة القلق في أوساط عشرات الآلاف من موظفي السلطة الفلسطينية في كل من الضفة والقطاع إثر تأخير صرف رواتبهم في أعقاب قيام الحكومة الإسرائيلية بتجميد تحويل الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية للشهر الماضي إثر اتفاق المصالحة. وأكدت حركة فتح في قطاع غزة استعدادها "الكامل وإرادتها الصادقة لصيانة وتنفيذ اتفاق المصالحة. وذكرت في بيان أنها تُبدي استعدادها الكامل لتنفيذ الاتفاق بكل أمانة لإنهاء الانقسام في الواقع الفلسطيني "بشكل فعلي وحقيقي واستعادة الوحدة الوطنية وتدشين مرحلة جديدة من الاتفاق والوفاق الوطني ووضع الواقع الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من البناء الوطني والمجتمعي والديموقراطي تُصان فيه الحريات والحقوق العامة". وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية أن فرنسا طلبت توضيحات من الفلسطينيين بشأن التصريحات التي أدلى بها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل خلال الاحتفال بالتوقيع على اتفاق المصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية في ختام لقاء الرئيس نيكولا ساركوزي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو "إن المسألة تكمن في معرفة إن كان يمكن استئناف عملية السلام مع حكومة تكنوقراط يرأسها عباس وتضم فتح، هذه ليست مشكلة، وحماس التي أدلت حتى الآن بتصريحات تتطلب توضيحها". وكان مشعل قد ذكر في كلمة خلال الاحتفال بالقاهرة الأربعاء الماضي أن "معركتنا الوحيدة هي مع إسرائيل". وقال مصدر الرئاسة الفرنسية "سنرى في الأيام المقبلة إن كنا سنتلقى توضيحات مفيدة تتيح تحقيق تقدم". إلى ذلك انتقد شاؤول موفاز أحد مسؤولي حزب كديما المعارض في إسرائيل، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لإدانته اتفاق المصالحة. وقال في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس "للأسف الشديد،المواقف التي اتخذها قادة الدولة حول الاتفاق كانت سلبية". وأضاف موفاز الذي يشغل منصب رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست الإسرائيلي ساخرا "قال نتانياهو إن الاتفاق يوقف قطار السلام. ولكن عن أي قطار وأي سلام يتحدث؟" في إشارة إلى انهيار محادثات السلام قبل سبعة أشهر. وانتقد موفاز رئيس الحكومة "لرد فعله المتسرع، دون إمعان التفكير وتحت تأثير الذعر" الذي لا يزال يتعين إثبات جدواه. وأضاف موفاز "أضعنا سنتين والوقت ليس في صالحنا. نحن لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك والجلوس بانتظار شريك فلسطيني مريح". واقترح موفاز على إسرائيل المبادرة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية قبل الأممالمتحدة.