رفع محللو وزارة الطاقة الأميركية تقديراتهم لحجم ايرادات الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في السنة الحالية للمرة الثانية على التوالي، منذ هوت أسعار النفط الخام إلى القاع بداية آذار (مارس) الماضي. وعدلوا صعوداً توقعاتهم عن مسار الأسعار والإيرادات في 2010 حين ينتظر أن يُستأنف نمو استهلاك النفط على المستوى العالمي، لا سيما لدى الدول الصناعية، بعد عامين من التراجع. ووفقاً للتقديرات الجديدة التي نشرتها إدارة معلومات الطاقة التابعة للوزارة الثلثاء الماضي، يتوقع أن يبلغ صافي إيرادات صادرات نفط أوبك 530 بليون دولار هذه السنة. ومن شأن تحققها أن يقلص انكشاف دول المنظمة على الآثار المدمرة لأزمة المال العالمية والانهيار الاقتصادي الذي نجم عنها في أيلول (سبتمبر) الماضي. وكان محللون أميركيون توقعوا قبل ثلاثة أشهر فقط ألا تزيد هذه الإيرادات عن 383 بليوناً. وعوّل المحللون في تقديراتهم على أن متوسط أسعار الخام الأميركي التأشيري، الذي تجاوز سعر صفقاته الآجلة 70 دولاراً للبرميل الثلثاء، سيبلغ 58.70 دولار للبرميل في 2009 بعدما يبلغ 67 دولاراً في النصف الثاني من السنة مرتفعاً بمقدار 16 دولاراً مقارنة بما كان في النصف الأول. وأخذوا أيضاً في الاعتبار توقعاتهم بانخفاض متوسط إنتاج أوبك إلى 28.5 مليون برميل يومياً من 31.25 مليون في 2008. وعلى رغم الزيادة الكبيرة التي طرأت عليها جراء ارتفاع أسعار النفط، ستظل إيرادات أوبك المتوقعة في 2009 أقل بنحو 440 بليون دولار عن إيرادات 2008، موفرة بذلك حافزاً اقتصادياً عالمياً ضخماً، توقع رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) جيوفاني بسينياني أن يصل نصيب شركات النقل الجوي منه إلى نحو 60 بليوناً، وتبلغ حصة الولاياتالمتحدة منه أيضاً 95 بليوناً بواقع 700 دولار للفرد من دافعي الضرائب. ورفع المحللون كذلك تقديراتهم الخاصة بإيرادات 2010، وينتظر الآن أن يبلغ حجمها الصافي 620 بليون دولار، مقترباً من إيرادات 2007. واستندوا في تقديراتهم المعدلة الى اعتقادهم بأن متوسط إنتاج أوبك الفعلي سيرتفع هامشياً إلى 28.8 مليون برميل يومياً، وأن متوسط أسعار برميل نفط الخام الأميركي الخفيف سيرتفع إلى 67.42 دولار. لكنهم لاحظوا أن زيادة طاقات الإنتاج الاحتياطي لدول أوبك بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، نهاية 2010 مقارنة مع نهاية 2008، من شأنها أن تساهم مع عوامل أخرى مثل ارتفاع مخزونات الدول الصناعية، في الحد من ارتفاع أسعار الخام، لافتين إلى أن الانتعاش المطرد الذي بدأته أسعار النفط في النصف الثاني من آذار الماضي استمد قوته من توقع استعادة الاقتصاد العالمي عافيته قريباً متجاهلاً ضعف أساسيات العرض والطلب. ورأوا في المقابل أن تراخي أسعار صرف الدولار، بعد المكاسب الضخمة التي حققتها في النصف الثاني من العام الماضي وبداية السنة الحالية، قد يساهم في تسريع وتيرة ارتفاع أسعار النفط باعتباره مؤشراً على أن النشاط الاقتصادي خارج الولاياتالمتحدة وخصوصاً في آسيا، أكثر قوة مما توحي به التوقعات الراهنة. ولفتوا إلى أن أحد العوامل المرجح، أن يرجع تعزيز أسعار النفط إلى تباطؤ وتيرة انهيار الاستهلاك العالمي، إذ يتوقع أن ينخفض بنحو 1.8 مليون برميل يومياً في 2009 قبل أن يرتفع 700 ألف برميل يومياً في 2010. وبلغ التراجع في الاستهلاك العالمي ذروته في الفصل الأخير من 2008 حين انخفض بمعدل 2.8 مليون برميل يومياً في مقابل الفترة ذاتها من 2007.