يبدو أن السباق الانتخابي في تركيا سيكون ذا طعم مختلف هذه الدورة، مع اشتداد المنافسة ومحاولة كل فريق سياسي اقتحام قلاع الفريق المنافس وتحقيق نجاحات في مواقع جديدة، ما دفع الأحزاب الى تقديم وعود كبيرة، جديدة وحتى غريبة أحياناً. ويركز حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على الوعود الاقتصادية والمشاريع الضخمة، بينما يعرض حزب «الشعب الجمهوري» الأتاتوركي إنهاء ملفي الأكراد والعلويين. أما حزب «الحركة القومية» فيحرص، في ظل غياب البرنامج الواضح، على اختيار مرشحين قوميين معتدلين يراهن على شعبيتهم لكسب الشارع، خصوصاً بعدما اظهر شريط فيديو بُث هذا الأسبوع اثنين من أبرز قادته، هما متين شوبان أوغلو ورجائي يلدرم، في أوضاع فاضحة مع زوجتي عسكريين متقاعدين، ومشاركتهما في حوار تضمن انتقادات لسياسات الحزب، ما حتم استقالتهما لاحقاً. واتهم شوبان أوغلو ويلدرم في الشريط زعيم حزبهما دولت باهشلي، بالخروج عن الخط القومي الحقيقي وتحويل الحزب الى مسخ لا علاقة له بالقومية أو الوطنية، وشتما العلويين والأكراد. ويتوقع أن تفجر هذه الفضيحة خلافات داخل حزب «الحركة القومية» الذي انفرد زعيمه باهشلي باختيار المرشحين للانتخابات، وتعيين مقربين اليه مساعدين وتحديد سياسات الحزب. كما يرجح أن تؤثر الفضيحة في عدد أصوات اليمين القومي التي سينالها مرشحوه وتعوّل عليها المعارضة لكبح جماح حزب «العدالة والتنمية». وفي حال تراجع أصوات حزب «الحركة القومية» الى أقل من 10 في المئة وبقائه خارج البرلمان، سيشغل حزب «العدالة والتنمية» مقاعده في البرلمان وسيوسع تمثيله في شكل كبير، علماً ان الحزب القومي حصل على 24 في المئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة عام 2007. وكان شريط فاضح آخر أطاح زعيم حزب «الشعب الجمهوري» الأتاتوركي دنيز بايكال، وأجبره على الاستقالة لحساب كمال كيليجدار أوغلو، تمهيداً لحصول تغيير شامل في كوادر الحزب وسياساته في اتجاه التخلي عن الأيديولوجيا الأتاتوركية، والتحول تدريجاً الى حزب يساري معتدل. ولا يستبعد مراقبون كشف أشرطة فاضحة أخرى مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 12حزيران (يونيو) المقبل، على رغم الانزعاج من هذه الظاهرة وعدم كشف الجهة التي تقف خلف التسجيلات وتوقيت نشرها وأبعادها. وتتحدث أوساط كردية عن تسبب تهديدات ببث شريط فاضح آخر في تراجع المطرب المشهور إبراهيم طاطلي سيس عن خوض الانتخابات البرلمانية كمرشح مستقل، في مسقط رأسه مدينة أورفه.